ينظر كثير من الأطباء، خاصةً المتخصصين في علاج أمراض القلب، إلى اللحوم الحمراء على أنها "مصدر خطر" على صحة الإنسان، حيث يُعتقد أنها أحد أسباب انسداد بالشرايين، إلا أنه أصبح لديهم الآن سبب آخر يدعوهم إلى حث مرضاهم على عدم الإفراط في تناول هذا النوع من اللحوم. فقد وجدت دراسة علمية حديثة أن الرجال، على وجه الخصوص، تتزايد لديهم احتمالات الإصابة بنوع "شديد الخطورة" من سرطان البروستاتا، إذا ما كانوا ممن يحرصون على تناول اللحوم الحمراء، سواء كانت مفرومة أو غيرها، خاصةً إذا ما كانت تلك اللحوم مشوية، أو تم طهيها جيداً. وأظهرت الدراسة أن الرجال الذين يتناولون وجبتين على الأقل أسبوعياً، من الهامبرغر أو شطائر اللحوم، تكون احتمالات إصابتهم بسرطان البروستاتا ضعف الأشخاص الآخرين الذين لم يتناولوا تلك الوجبات، إلا أن معظم الخطر المرتبط بهذه اللحوم، يعتمد بشكل أساسي على طريقة طهيها. وعندما سعى الباحثون إلى النظر بتفاصيل أكثر، لدى أعضاء المجموعة التي وصفتهم الدراسة ب"محبي اللحوم"، الذين يتناولون وجباتهم مشوية، سواء على الفحم أو شواية عادية، وجدوا أن النتائج تختلف أيضاً من شخص إلى آخر. وظهر من خلال الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون لحوماً مطهية جيداً تتزايد فرص إصابتهم بالسرطان إلى الضعف، بينما تكون الزيادة ضئيلة للغاية لدى هؤلاء الذين يفضلون تناولها متوسطة النضج، أو أقل نضجاً، بحوالي 12 في المائة. وذكرت الدراسة، التي من شأنها أن تدفع الملايين في مختلف أنحاء العالم إلى تجنب تناول اللحوم الحمراء، قدر المستطاع، أن نفس النتائج تنطبق، إلى حد كبير، على الأشخاص الذين يتناولون شرائح اللحم المشوية. وعلق رونالد د. إينيس، مدير قسم الأورام الإشعاعية في "سانت لوقا- مركز مستشفى روزفلت"، بمدينة نيويورك، على نتائج الدراسة قائلاً إنها "تقدم دليلاً جديداً على أن اللحوم الحمراء، المشوية منها بشكل خاص، تحتوي على مواد مسرطنة، قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان البروستاتا." وعندما ينضج اللحم، أو يتفحم، في درجات حرارة عالية فوق لهب مفتوح، ينتج عن ذلك تكوين اثنين من المواد الكيميائية، هما "الأمينات الحلقية غير المتجانسة HCAs"، و"الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات PAHs"، بحسب العلماء. وكشفت تجارب سابقة على بعض الحيوانات، أن هاتين المادتين تسبب الإصابة بالعديد من الأمراض السرطانية، من بينها سرطان البروستاتا.