ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس أن المواطن الليبي الذي اغتال ضابطة الشرطة إيفون فليتشر في لندن قبل 25 عاماً لن يمثل أمام العدالة، بعد «صفقة سرية» وافق عليها وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو.وأفادت الصحيفة أن وزارة الخارجية كانت خضعت لضغوط ليبية من أجل عدم القيام بأي محاولة لتقديم الشخص الذي لم تعلن هويته المتهم باغتيال فليتشر بعد إطلاق النار عليها خلال حمايتها تظاهرة للمعارضة الليبية أمام سفارة طرابلس في لندن. وكشف السفير البريطاني السابق في ليبيا انطوني لايدين أنه كان وقّع اتفاقاً مع الحكومة الليبية منذ بضعة أعوام، عندما كان سترو وزيراً للخارجية، وكانت بريطانيا تتفاوض عندئذ مع ليبيا على اتفاقات تجارية تقدر قيمتها بمئات الملايين. وكانت هذه الصفقة أعقبت زيارة قام بها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لليبيا للقاء العقيد معمر القذافي في آذار (مارس) 2004، بعدما أعلنت طرابلس أنها تخلت عن برنامجها لأسلحة الدمار الشامل. وتوقعت المطبوعة أن يثير كشف هذه الصفقة انتقادات ضد الحكومة البريطانية، بعد الأزمة التي ثارت بسبب الإفراج عن ضابط الاستخبارات الليبي السابق عبدالباسط المقرحي المدان الوحيد في حادث تفجير طائرة «بان ام» الأميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية الذي أدى إلى مقتل 270 شخصاً. وكانت السلطات الاسكتلندية أفرجت أخيراً عن المقرحي «لأسباب إنسانية» بعد إصابته بمرض سرطان البروستاتا في مراحله المتقدمة. من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن هذه الصفقة تم إبرامها خلال تبادل رسائل بين السفراء في العام 2006. وقالت الوزارة إن عائلة الشرطية الراحلة فليتشر كانت تعلم بهذه الصفقة، لكنها «لم تر أنها تمثل أمراً مهماً». إلا أن كويني فليتشر والدة الشرطية الراحلة أعلنت أنها لم تتلق أي معلومات عن الصفقة على الإطلاق. أما هيذر فليتشر شقيقة الشرطية، فقالت إن العائلة كانت تعلم بأن أي محاكمة ستجرى على الأرجح في ليبيا. وكانت السلطات الليبية تعاونت على مضض مع الشرطة البريطانية في تحقيقاتها في مقتل فليتشر. وقالت الصحيفة إن طرابلس أوقفت تقديم أي مساعدة في هذا الشأن انتظاراً لقيامها باستجواب ديفيد شيسالير الضابط السابق في جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية «ام اي 5» الذي تحدث عن مؤامرة كانت تدعمها بريطانيا لاغتيال القذافي.