رفضت جامعة الدول العربية، الأحد 20 نوفمبر، التعديلات التي اقترحتها سورية على وثيقة بروتوكول المركز القانوني لمهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية على أراضيها، قائلة إن مطالب دمشق "تمس جوهر الوثيقة وتغير جذرياً طبيعة مهمة البعثة"، وكررت دعوتها إلى "اتخاذ إجراءات فورية لحقن دماء الشعب"، في تطور قد يشير إلى نهاية المسار الدبلوماسي العربي على خط هذه الأزمة. وقال بيان للأمانة العامة لجامعة الدول العربية إنها أبلغت سورية، السبت، رد الأمين العام على رسالة وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، التي تضمنت اقتراح عدد من التعديلات والإضافات على وثيقة البروتوكول التي وافق عليها بالإجماع وزراء الخارجية العرب المشاركون في اجتماعهم بالرباط في 16 من الشهر الحالي. وأشار البيان إلى أن رد الأمين العام على الجانب السوري "جاء نتيجة للمشاورات التي أجراها مع رئيس وأعضاء اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية، ومع عدد من وزراء الخارجية العرب، حيث استقر الرأي على أن التعديلات والإضافات التي اقترح الجانب السوري إدخالها على وثيقة البروتوكول تمس جوهر الوثيقة وتغير جذرياً طبيعة مهمة البعثة المحددة بالتحقق من تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة السورية وتوفير الحماية للمدنيين السوريين". وختمت الجامعة بيانها بالقول إنها "تتمسك بمعالجة الأزمة السورية في الإطار العربي، من خلال العمل على وضع حد لاستمرار العنف والقتل والاستجابة لتطلعات الشعب السوري في التغييرات والإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المنشودة". وأكدت مجدداً ضرورة "اتخاذ الإجراءات الفورية لحقن دماء الشعب السوري، وضمان أمن سورية ووحدتها وسيادتها وتجنيبها التدخلات الخارجية". وكانت الجامعة قد أعلنت، الجمعة، أن دمشق طلبت إدخال تعديلات على وثيقة البروتوكول، وأضافت أن التعديلات "محل دراسة"، ولم تكشف الجامعة عن طبيعة التعديلات، ولكن مصادر المعارضة قالت إن سورية اشترطت الموافقة على ملفات المراقبين ومنعهم من زيارة بعض المنشآت والطلب منهم الحصول على مرافقة أمنية. غير أن رضوان زيادة، مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري، شكك بقبول دمشق لدخول المراقبين إلى أراضيها. وكان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي يرأس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، قد أنذر دمشق من مغبة رفضها للمسعى العربي، مضيفاً أن الجامعة العربية اقتربت من نهاية المسار الدبلوماسي معها.