ذكرت مصادر في المعارضة السورية أن حملة القمع التي تشنها القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ضد المحتجين المطالبين برحيله، أسفرت عن سقوط 24 قتيلا على الأقل الخميس، فيما أقرت دمشق بمقتل سبعة من عناصر الجيش والشرطة، خلال مواجهات مع من تصفهم ب"مجموعات إرهابية مسلحة." وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، إن مدينة "إدلب" شهدت سقوط خمسة قتلى، خلال اشتباكات مع القوات الحكومية، بينهم أربعة من عناصر الأمن، بينما سقط ثلاثة قتلى في مدينة "حمص"، التي تشهد انتشاراً مكثفاً للقوات الموالية للنظام. ولا يمكن لCNN التأكد بشكل منفصل أو مستقل عن أي من الأرقام، بسبب القيود التي تفرضها الحكومة السورية على وسائل الإعلام الأجنبية. وكانت وكالة الأنباء السورية "سانا" قد ذكرت في وقت سابق الخميس، أنه تم الأربعاء تشييع جثامين 7 من "شهداء الجيش والشرطة، ممن استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة، أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني"، إلى مثاويهم الأخيرة في مدنهم وقراهم. وأشارت إلى أن مراسم التشييع انطلقت من مستشفى تشرين العسكري في دمشق، ومستشفى حمص العسكري. والقتلى السبعة الذين أعلنت الوكالة الرسمية عن أسمائهم، بينهم ضابطان، أحدهما برتبة "مقدم" من حماة، ويُدعى حسين أحمد رسود، والآخر برتبة "ملازم" من طرطوس، يُدعى محمد علي فندي، إضافة إلى "رقيب" من حماة، و"عريف" من طرطوس أيضاً، فضلاً عن ثلاثة مجندين من إدلب والقامشلي وحلب. وليس من المعروف ما إذا كان هؤلاء القتلى ضمن الحصيلة التي أعلنت عنها "لجان التنسيق المحلية للثورة السورية"، في وقت سابق الأربعاء، حيث ذكرت المجموعة التي تنظم وتوثق الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد، أن 25 قتيلاً على الأقل، بينهم طفلان، سقطوا (الأربعاء)، برصاص قوات الأمن. إلى ذلك أوردت "سانا"، حسبما أفاد مراسلها في حمص، نقلاً عن مصدر مسؤول أن "عناصر الهندسة" تمكنت من تفكيك عبوتين ناسفتين معدتين للتفجير، كانتا مزروعتين في حديقة أحد المنازل بحي "الخالدية"، وأشار المصدر إلى أن العبوتين "مصنوعتان محلياً ومحشوتان بالسماد المطبوخ." كما أشارت الوكالة الرسمية إلى سقوط قتيلين، على الأقل، من المدنيين، وقالت إن "مجموعة إرهابية مسلحة" قامت بإطلاق النار على المدرس محمد خاروف، في بلدة "سرمين" بإدلب، مما أدى إلى وفاته. كما أفادت مصادر أمنية بالعثور على جثة مازن حسون، مستخدم بإحدى مدارس "سرمين"، وأشارت إلى أنه كان قد تعرض للاختطاف على يد "مجموعة إرهابية مسلحة" قبل العيد، ووجدت جثته بالقرب من بلدة "تلمنس." أما لجان تنسيق الثورة السورية فقد ذكرت، من جانبها، أنه تم العثور على جثة الناشط هيثم البواب في حمص، والذي اختطف من العمل الثلاثاء، مع علامات تعذيب واضحة عليه. بينما في درعا، ألقي القبض على الصيدلي باسل إبراهيم قويدر، لمساعدته الجرحى. ويتزامن سقوط المزيد من القتلى في سوريا، مع إعلان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة أن حملة القمع الوحشية التي يتصدى بها النظام السوري، للاحتجاجات المناوئة له، والمتواصلة منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، أسفرت عن سقوط ما يزيد على 3500 قتيل. وفي وقت سابق الجمعة، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن حصيلة ضحايا المواجهات بين نظام الأسد، الذي تولى السلطة خلفاً لوالده عام 2000، والمحتجين الذين انضم إليهم عدد من أفراد الجيش "المنشقين"، تتجاوز 3800 قتيل.