تجتمع لحجاج بيت الله الحرام اليوم فرحتان لاشئ يعدلهما .. فرحة وصولهم إلى مشعر منى بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات والنفرة لمزدلفة ، وفرحة حلول عيد الأضحى المبارك - يوم الحج الأكبر - لتكتمل الصورة بقبول العمل - بإذن الله - وسط أجواء إيمانية مفعمة بالخشوع والخضوع والإنابة. وخالجت دموع الحجاج دعائهم ، رافعين أكف الضراعة لله تعالى ابتهالا في هذا الموقف ، وتهللت دموعهم طلبا للرحمة والمغفرة ، في منظر مليئ بكل صور الروحانية والرجاء برب كريم رحيم. وفي مثل هذا اليوم من كل عام يؤدي الحجاج أغلب المناسك وهي رمي جمرة العقبة ، والحلق أو التقصير ، وطواف الإفاضة والسعي ونحر الهدي لمن عليه هدي من الحجاج. وتقاطرت جموع الحجيج منذ فجر هذا اليوم لأداء نسك رمي الجمرات في مشعر منى برمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات في انتظام سلس وحركة هادئة من ضيوف الرحمن وانسيابية في تنقل الحجيج من مواقع إقامتهم في منى وفق خطة التفويج المعدة لذلك. ورصدت وكالة الأنباء السعودية تناسقا في حركة الرمي للجمرة دون تزاحم أو تدافع بحمد الله في أدوار جسر الجمرات , فبرز دور مشروع تطوير جسر الجمرات الذي وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في نجاح تيسير وتسهيل رمي الحجاج للجمرات بطمأنينة وراحة حيث ثبت نجاحه وكفاءته في تمكين الحجيج من الرمي دون أي عوائق أو تزاحم مع توفر كل الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والنظافة والخدمات الأمنية والدفاع المدني المستعد دائما إلى جانب رجال الأمن القائمين على تنظيم حركة الحجيج في ساحات جسر الجمرات وعلى مداخله ومخارجه . ولاحظ مندوبو وكالة الأنباء السعودية رجال الأمن وأفراد الكشافة يبذلون جهودا كبيرة في نصح الحجاج باستخدام الأدوار لجسر الجمرات في الرمي والالتزام بالمسارات التي سلكوها نحو الجسر بما يوفر للحاج راحة وسعة في الحركة كما وجهوا من يحاول الافتراش بأن هذه المنطقة غير مخصصة الافتراش ويرشدونهم إلى المناطق المخصصة للافتراش في مشعر منى. وبرؤية شاملة لمنطقة جسر الجمرات والساحات المحيطة فقد اتسمت حركة الحجيج فيها بالتدفق المتدرج والآمن على دفعات وتوزعت على الأدوار بشكل متقارب إلى حد ما تمكن معه الحجيج من الرمي والعودة لمواقع إقامتهم في وقت مناسب فيما اتسمت الطرق في مشعر منى إجمالا بالمرونة في الحركة المرورية للسيارات وتنقل الحجيج وتوفر رجال الأمن والمرشدين والقائمين على التوعية على الطرق مع توفر المياه النقية للشرب ودورات المياه . وطوى مشروع تطوير منطقة الجمرات في مشعر منى صفحة مشكلات الزحام عند رمي الجمرات التي كانت تشكل هاجسا وخوفا عند الحجاج بسبب الحوادث التي وقعت في الأعوام السابقة بسبب التدافع والتزاحم عند الرمي بل عدها الحجاج في طي النسيان بفضل من الله حيث أصبح الحاج يؤدي نسك الرمي في راحة تامة وبسهولة لتعدد طوابق الجسر وتعدد المسارات المؤدية إليه , وتواجد كافة الخدمات الأمنية والصحية على مدار الساعة في مواقع مختلفة من الجسر . ويعد المشروع الذي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود - حفظه الله - بتنفيذه نقلة حضارية وهندسية نوعية توفر أهدافا أساسية لانسيابية حركة الحجاج ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة خلال أدائهم هذا النسك إضافة إلى خفض كثافة الحجاج عند مداخل الجسر وذلك بتعدد المداخل وتباعدها مما يسهم في تجزئة الحشود البشرية عند المداخل وتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات من الجهة التي قدموا منها وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأدية ضيوف الرحمن لنسك رمي جمرة العقبة يوم العيد ورمي الجمار أيام التشريق. وينعم ضيوف الرحمن خلال وجودهم في مشعر منى بجميع الخدمات التي يحتاجونها وتحيطهم من كل جانب مثل المستشفيات والمراكز الصحية لوزارة الصحة والحرس الوطني ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية التي تقدم خدماتها على مدار الساعة دون انقطاع إضافة إلى مراكز الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر السعودي والإسعاف الطبي الطائر الذي أدخلته الجمعية هذا العام لأول مرة في خدماتها بالحج. في صعيد متصل انتشرت الأكشاك الخاصة بالمواد التموينية والغذائية في مشعر منى التي تباع بأسعار في متناول الجميع وتحت إشراف وزارة التجارة والصناعة وأمانة العاصمة المقدسة. ويستفيد الحجاج من الاتصالات سواء من الهاتف الثابت أو المحمول إذ حرصت شركة الاتصالات السعودية وشركة اتحاد اتصالات / موبايلي / وشركة الاتصالات المتنقلة / زين / على ربط الحاج بأهله وأصدقائه في وطنه على مدار الساعة أينما كان سواء في المشاعر المقدسة أو في مكةالمكرمة والمدينة المنورة من خلال شبكات الاتصالات الضخمة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين أو من خلال أبراج الاتصالات المنتشرة في الأماكن المقدسة.