إتهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الثلاثاء، جهات غير رسمية في لبنان وتركيا والأردن والسعودية بتمويل إرهابيين في سوريا، معتبراً أن بعض المنظمات الدولية فقدت مصداقيتها بسبب رؤيتها الأحداث التي تشهدها بلاده من عين واحدة. وقال المقداد في مقابلة مع قناة (روسيا اليوم) "لا نريد القول إن الحكومة السعودية أو الأردنية أو اللبنانية أو التركية هي من تموّل الجماعات الإرهابية، ولكننا نعتقد أن الأموال تأتي من هذه البلدان، من مصادر غير رسمية، ولذا نحن نطلب من إخواننا وأخواتنا في هذه البلدان عدم السماح بذلك".
وأشار إلى أن "ذلك وفقاً لقوانين الأممالمتحده يسمى تمويل الإرهاب، وهم يرسلون الأموال لقتل السوريين ونعتقد أن هذا الأمر يجب أن يتوقف".
واعتبر المقداد أن بعض المنظمات الحكومية والدولية "قد فقدت مصداقيتها"، وقال إنها "تنظر إلى الحقائق بعين واحدة ولا ترى حقيقة ما يحدث، هذه المنظمات تستمع الى الإشاعات من هنا وهناك والتي تتحدث عن أرقام مضللة ولم تذكر أي من تلك المنظمات أن سوريا فقدت 2150 عنصراً من عناصر الجيش والقوات الامنية".
واتهم الذين يشعلون نار تلك الإحداث بأنهم من يريدون أن "تدخل سوريا في طاحونة الحرب الأهلية، ولكن التماسك الإجتماعي السوري وتاريخ سوريا يحولان دون ذلك".
وقال إنهم "من المتطرفين الإسلاميين والسلفيين وتجار المخدرات والمهربين الذين تم تزويدهم بأحدث تقنية الإتصالات من جهات خارجية، فضلاً عن تمويل الإرهاب والإرهابيين"، وأضاف أن "ملايين الدولارت تم تهريبها الى سوريا بالاضافة الى الأسلحة والمعدات من البلدان المجاورة من تركيا ولبنان والعراق وغيرها من البلدان، والهدف هو زعزعة الإستقرار والسلام في سوريا".
ونفى المقداد أن يكون الرئيس بشار الأسد هدد بمهاجمة إسرائيل في حال تعرضت بلاده لهجوم، وقال "هذا أمر غير صحيح على الإطلاق، لا نريد أن نستخدم ما يحدث في سوريا كورقة للمساومة على قضايا أخرى، الرئيس الأسد لن يفعل هذا".
وقال "مباشرة حينما أطلقت هذه الإشاعات، صرّح مصدر مخوّل أن سوريا تميّز بين ما يحدث داخلياً وبين الصراع العربي الإسرائيلي، لدينا آلية للتعامل مع الأحداث الداخلية وقضية الإحتلال الإسرائيلي لأراضينا وللأراضي الفلسطينية قضية مختلفة تماماً".
وأضاف "إستراتيجياً نحن لا نربط بين القضيتين فنحن نعرف أن مسألة التوازنات في الشرق الأوسط قضية حساسة جداً ولكن حينما تهددنا إسرائيل سندافع عن أنفسنا".
وقال إن تركيا ترتكب خطأً كبيراً إن استمرت في سياساتها التي وصفها بأنها إمبريالية، وأضاف "لقد فُتحت الأبواب لتركيا للتقارب مع بلدان المنطقة وطي صفحات تاريخ علاقاتها معها، بعد مبادرة من الرئيس بشار (الأسد)".
وأشار وزير الخارجية السوري الى أنه "إذا ما استمرت الحكومة التركية بمتابعة سياستها بالطريقة الإمبريالية وفقا للأنظمة العثمانية، فإنها ترتكب خطأ كبيراً بحق تركيا وبحق المواقف التركية في المنطقة".