وصف الناطق باسم الخارجية الامريكية مارك تونر الرئيس السوري بشار الاسد بانه اما منفصل عن الواقع او مجنون. وجاء موقف الخارجية الامريكية ردا على مقابلة اجرتها محطة اي بي سي الامريكية مع الاسد قال فيها بانه غير مسؤول عن قتل المئات من السوريين منذ اندلاع الاحتجاجات والمظاهرات المطالبة بتنحيه عن الحكم. واضاف تونر ان الولاياتالمتحدة ترى ان الاسد فقد شرعيته وعليه التنحي. كما فند البيت الابيض قول الرئيس الاسد بانه غير مسؤول عن اعمال القتل حيث قال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني ان انكار الرئيس السوري بشار الاسد بانه لم يصدر اوامر بقتل الاف المتظاهرين "يفتقر الى المصداقية". واضاف ان "الولاياتالمتحدة وعددا من الدول الاخرى في العالم التي اجمعت على ادانة العنف الفظيع في سورية الذي ارتكبه نظام الاسد، تعرف بالضبط ما الذي يحدث ومن المسؤول عنه". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، مارك تونر: "أجد أنه من المضحك أنه (الرئيس الأسد) يحاول الاختباء وراء نوع من لعبة الفقاعة.. ولعبة الإدعاء بأنه لا يمارس السلطة في بلاده." وأضاف: "لقد كان أمامه (الأسد) فرص في الماضي لوضع حد للعنف"، مستذكراً قائمة المبادرات التي قدمتها جامعة الدول العربية وتركيا وبلدان أخرى والأممالمتحدة. ومضى تونر يقول "لقد رفض كل منها، من خلال عملية طويلة ومعقدة حيث كان يلعبها لكسب الوقت.. ليس هناك أي مؤشر على أنه يفعل شيئا سوى اتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة وبصورة وحشية، ضد المعارضة السلمية." وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية يرد على سؤال حول مقابلة تلفزيونية أجرتها شبكة ABC مع الأسد، تحدث فيها عن أعمال العنف الدائرة في بلاده. ونقل أحد منتجي الشبكة عن الأسد قوله في المقابلة "أنا الرئيس وأنا لا أملك البلاد.. لذا فالقوات ليس ملكي أيضاً"، مضيفاً قوله: "هناك فرق بين تعمد اتخاذ إجراءات صارمة، وبين وجود أخطاء يرتكبها بعض المسؤولين.. هناك فرق كبير." ويوم الثلاثاء، أعلنت الولاياتالمتحدة أن سفيرها في سوريا، روبرت فورد، سيعود إلى دمشق، التي غادرها نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي "للتشاور" بعد تهديدات أمنية. وكان الاسد قد قال في مقابلة نادرة له مع محطة تلفزيون امريكية منذ اندلاع الاحتجاجات في سورية إنه لم يصدر أوامر باستخدام العنف الدموي ضد المتظاهرين ضد نظام حكمه ولا يشعر بالذنب من جراء ما حصل. وأضاف إن الجيش وقوى الأمن تتبع الحكومة وأنه عمل ما بوسعه لحماية شعبه. وقال لباربارا والترز مراسلة القناة إن "أي عمل وحشي ارتكب كان فعلا فرديا لا مؤسساتيا، هناك فرق بين وجود سياسة قمع وبين ارتكاب بعض المسؤولين اخطاء، والفرق شاسع بين الحالتين". وقال ان معظم الذين قتلوا في الأحداث هم من المؤيدين له ومن قوات الجيش، وشكك في التقارير التي تتحدث عن القمع الوحشي للتظاهرات وأن قوات الأمن تجري عمليات اعتقال من منزل الى منزل تشمل حتى الأطفال. وأصر الأسد على أن "عناصر إرهابية ومتطرفة دينيا" اندست بين المتظاهرين. واعترف الأسد أن عناصر من الجيش "ذهبوا بعيدا" في سلوكهم، ولكنه قال انهم عوقبوا بسبب ذلك. ونقلت ايه بي سي عن الاسد قوله "نحن لا نقتل شعبنا، ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها، الا اذا كانت تحت قيادة شخص مجنون". وشكك الرئيس السوري بمصداقية تقارير الأممالمتحدة التي تقول ان الحكومة السورية "ارتكبت جرائم ضد الإنسانية"، ووصف عضوية سورية في المنظمة الدولية بأنها "لعبة نلعبها". وكانت الأممالمتحدة قد قدرت عدد القتلى الذين سقطوا جراء أحداث العنف في سورية بأنه تجاوز الأربعة آلاف. وشكك الأسد أيضا في هذه التقديرات تحدث عن مقتل 1100 جندي وشرطي سوري. وقال الرئيس السوري إن حكومته تمضى قدما في اصلاحات ولكنه قال صراحة "لم نقل ابدا اننا بلد ديمقراطي اتهام واشنطن بالتحريف ونفى الناطق الرسمي باسم الخارجية السورية، جهاد مقدسي، صحة ما أوردته عدة وكالات أنباء من تصريحات منسوبة للرئيس بشار الأسد، وذلك في مقابلة لإحدى محطات الأخبار الأمريكية، واصفاً هذه التصريحات، ب"المتلاعب بها"، و"غير الدقيقة." وأشار مقدسي، في مؤتمر صحفي بث على التلفزيون السوري الأربعاء، إلى أن الرئيس الأسد قال في تصريحاته لمحطة ABC الأمريكية: "هناك أخطاء ارتكبتها قوات الأمن والجيش، والتي تتحمل مسؤولية الحفاظ على الأمن في سوريا، وسيتم محاسبة المسئولين لأن لا أحد فوق القانون." وجدد مقدسي دعواته للمعارضة بالقدوم والجلوس للتحاور، واصفاً أن الاعتراض ومخالفة الرأي لا تكون بناءة، إلا عند التحاور المباشر. وأضاف أن "سوريا حريصة على المحافظة على العلاقات مع دول الجوار، وبالأخص مع تركيا، وقد تم تبادل الرسائل على مستوى دبلوماسي، ونأمل من تركيا أن تعيد حساباتها، حيث أن سوريا وتركيا تربطهم علاقات قوية منذ مدة طويلة." وعلى الصعيد العربي، قال مقدسي إن "سوريا بانتظار الدخان الأبيض، الذي سيصدر عن الجامعة العربية"، كما أكد أن "سوريا حريصة على أن تتضح حقيقة ما يجري وإيصاله للعالم."