موسكو، دمشق - «الحياة» - اعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث إلى قناة «روسيا اليوم» أن «بعض المنظمات الحكومية والدولية قد فقدت مصداقيتها، لأنها تنظر إلى الحقائق بعين واحدة ولا ترى حقيقة ما يحدث»، موضحاً أن «هذه المنظمات لم تذكر أن سورية فقدت ألفاً ومئة وخمسين عنصراً من عناصر الجيش والقوات الأمنية». وذكر المقداد أن «العديد من المجرمين الذين وقعوا في قبضة القوات الأمنية قد اعترفوا بأنهم هم من كان يقتل ويغتال المدنين كي تبقى الاحتجاجات مستمرة، بل إن بعضهم اعترف انهم يقتلون المدنين كي يتمكنوا من الإبقاء على المباني غير القانونية لأنهم لا يتمكنون من خرق القانون إذا لم تكن هناك تظاهرات واحتجاجات». وقال المسؤول السوري إن «الاحتجاجات تتناقص» في بلاده. كما لفت إلى انه «لدينا معارضة داخلية، وإن القيادة السورية تأخذ في الاعتبار آراء هذه المعارضة وسنعمل معها لبناء سورية الجديدة». وأضاف «نحن نعترف بالأخطاء ونعترف أيضاً أن عملية الإصلاح لم تبدأ كما كان متوقعاً». لافتاً إلى أن «هذه حقائق يجب أن نتقبلها ولكن ما لم نتوقعه هو تطور الأحداث بهذا الشكل العنيف». وشدد المقداد على أن القوى الغربية وحلف «الأطلسي» لا يمكنها التدخل في سورية، موضحاً «في الوقت الحاضر لا يمكنهم مس سورية لأنهم لو كانوا يدركون أن الذهاب إلى سورية أمر سهل لكانوا قد فعلوا ذلك»، مؤكد انهم «لا يستطيعون ذلك لأن المنطقة بالكامل ضد التدخل في سورية». وتابع «ذهبوا إلى ليبيا بحجة حقوق الإنسان والدفاع عن الليبيين... أنا اعتقد أن القذافي لو عاش مئة عام أخرى لم يكن ليقتل جزءاً بسيطاً من الناس الذين سقطوا جراء هجمات الناتو- 50 ألف شخص قضوا على ايدي قوات الناتو. ونحن نعتقد انهم يجب أن يخضعوا للعدالة الدولية لما اقترفوه من جرائم». وأنتقد المسؤول السوري «أولئك الذين يشعلون نار تلك الأحداث... من يريد أن تدخل سورية في طاحونة الحرب الأهلية ولكن التماسك الاجتماعي السوري وتاريخ سورية يحولان دون ذلك... من يشعل الأحداث هم من يريدون الحرب الأهلية – ونحن قد حددنا هؤلاء ويمكنني أن اسميهم الآن: المتطرفون الإسلاميون والسلفيون ومروجو المخدرات والمهربون وقد تم تزويدهم بأحدث تقنية الاتصالات من جهات خارجية – فضلاً عن تمويل الإرهاب والإرهابيين – ملايين الدولارات تم تهريبها إلى سورية بالإضافة إلى الأسلحة والمعدات من البلدان المجاورة من تركيا ولبنان والعراق وغيرها من البلدان – والهدف هو زعزعة الاستقرار والسلام في سورية». كما وجه انتقادات شديدة إلى تركيا، موضحاً «إذا ما استمرت الحكومة التركية بمتابعة سياستها بالطريقة الإمبريالية وفقاً للأنظمة العثمانية – فإنها ترتكب خطأ كبيراً بحق تركيا وبحق المواقف التركية في المنطقة... الشعب السوري ثار ضد هذه الأمور إبان الامبراطورية التركية في بدايات القرن الماضي ولن يقبل الشعب السوري هذا الأمر مرة أخرى - لذا لا تركيا ولا غيرها تمتلك الحق في التدخل في الشؤون الداخلية السورية لأن هذا الأمر تسبب في مأساة لتركيا وللمنطقة وللعالم بأكمله». وقال المقداد إن «سورية ستحظى بمستقبل تسوده الديموقراطية والتعددية الحزبية وحرية الإعلام»، لافتاً إلى أن «هذا هو المستقبل الذي نتطلع إليه». كما قال إن السلطات ستقدم للعدالة كل من يثبت تورطه في القتل وتابع «نحن نعتقد أن مقتل شخص واحد هو أمر محزن ولذلك ولأجل مواجهة هذه التحديات قامت الحكومة باستحداث لجنة قضائية مستقلة مهمتها التحقيق في قضايا القتل والوقوف على أسباب قتل المدنيين ومن هنا نحن نؤكد لكم إن أي شخص مسؤول عن قتل المدنيين من أي طرف كان سيتم تقديمه للعدالة».