أجمل العبارات هي تلك التى نسطرها على كتاب نحن كتبناه ,و,وأجمل الأهداءات هى التي نبعثها لمن نحب !لأن اناملنا تصافح خط يده , وتقع عينانا على خلاصة فكره, وربما هذا ما عنته أحلام مستغانمي فقالت: أجمل قلم أحتفظ به أهداني إيّاه الدكتور غازي القصيبي، في التفاتة جميلة من كاتب يدري أن القلم المستعمل، ذا “السوابق الأدبيّة”، أثمن من أقلام “بكْر” لم تقترن بيد كاتب! وبدأ الوعي بكتابة الاهداءات على الكتب مبكرا فى الغرب , وقد يضع له البعض أبعادا مادية , كما حكي احد الصحفيين أتذكر حينما كان الناس يتجمهرون صباح يوم الأحد في خريف 2004 بجوار مكتبة "بارزآند نوبل" في أمريكا ليحصلوا على توقيع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون على كتابه "حياتي"، كنت أسأل أحدهم: وماذا يعني لك توقيعه على الكتاب؟ فرد ببساطة: لأنه شخص مهم وربما بعته بعد سنوات بملايين! وكان الكتاب في القدم يهدون كتبهم الى الوزراء والأمراء فهذا القاسم بن سلّام الهروي كلما فرغ من كتاب أهداه للوزير الخطير عبد الله بن طاهر، فلما أهداه (غريب الحديث) قال: (إن عقلا بعث صاحبه على عمل هذا الكتاب لحقيق ألا يحوج إلى طلب معاش، وأجرى له في كل شهر عشرة آلاف درهم . ويبقي الإهداء عنوان امتنان معنوي من الكاتب لمن أسدي اليه معروفا فرواية (حمار بين الأغاني) للروائي اليمني وجدي تحمل إهداءً للروائي الألماني غونتر غراس " شكراً لك أيها العزيز لأنك أنقذتني من ويلات المنفي وأعدتني إلي بلدي حراً طليقاً " الذي زار اليمن في أواخر عام 2002 وتوسط لدي الرئيس اليمني لعودة الكاتب إلي بلده. أو أهدي وطناً كما فى إهداء رواية " طيور أيلول" ، الرواية الأولى لأميلي نصر الله وقد أهدتها الى تراب قريتها، فقالت: شعرت أن مدينة لهذا التراب وأردت أن أقول لقريتي شكراً. ذهبت الى قريتي وكان خالي الذي دعمني مادياً ومعنوياً منذ الصغر وواكب كتاباتي الأولى، يحتضر. ركعت أمامه، وكان ممدّداً على الأرض، وأخبرته أني أصدرت كتابي الأول، فسألني وهو بالكاد يقوى على الكلام: لمن أهديته؟ فقلت له :لتراب قريتي!، فرأيت دموعه تنهمر من زاويتي عينيه. إما نزار قباني قال:إن أعظم هدية تلقيتها على إثر صدور كتاب الحب هو ذاك الطالب الذي هاتفني وقال:أشكرك ياسيدي !فما كنت أقوله لحبيبتي في ثلاث ساعات صرت أقوله في ثلاث دقائق , وأجمل الأهداءات على الإطلاق هي التي نهديها لمن نحب فعلاوة على إننا نحملهم بين ثنايا القلب , نحمل أسماءهم في ثنايا كتاب , وأرق الأهداءات ماكتبه سيد قطب روايته «أشواك» فقال«إلى التي خاضت معي في الأشواق، فدميتْ ودميتُ، وشقيتْ وشقيتُ، ثم سارت في طريق وسرت في طريق: جريحين بسعد المعركة. لا نفسها إلى قرار. ولا نفسي إلى استقرار». إهداء الشاعرنيرودا لزوجته ماتيلدا كتابة مائة سوناتا في الحب وهي عبارة عن كتاب يتضمن مئة قصيدة تعرف الواحدة ب "السوناتا" كتبها نيرودا ... فقال: السعادة التي أحسها في تقديمه إليك هي باتساع غابات السافانا... وعلى الشواطئ، أو على حواف بحيرات متوارية، عبر أمداء مشوشة بالرماد، التقطنا، أنت وأنا، قطعاً من لحاء شجر صرف، قطعاً من الخشب لطالما تعرضت لتقلبات الماء والطقس. من بقايا التذكارات المشذبة هذه، أنشأت، فيما بعد، بفأس ومنجل وسكين جيب، أكوام خشب الحب هذه، وبألواح أربعة عشر لكل واحدة شيدت بيوتاً صغيرة، كيما يتسنى لعينيك المدلّه بهما، واللتين أغني لهما، أن تقيما فيها.الآن وقد أعلنت مؤسسات حبي، أسلمك هذا القرن، سونيتات خشبية تنبعث فحسب لأنك من منحهما الحياة.