عزت مرشحات سابقات لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات، التي جرت أول من أمس، ما وصفنه ب«إخفاق النساء في الانتخابات»، إذ فازت امرأة واحدة فقط من بين 83 مرشحة، إلى مجموعة من الأسباب أبرزها عدم ايمان الرجل بكفاءة المرأة وقدرتها على مجاراة الرجال في العمل العام، وارتهان إرادة النساء انفسهن للرجال، فضلا عن ضعف وجود المرأة في المشهد الاجتماعي الذي يطغى عليه الرجال تماما. وأفدن بأن المجتمع الاماراتي لايزال متحفظا على مشاركة المرأة في الانتخابات، وشددن على ان هذا الوصول المحدود للمرأة الى قبة المجلس، الذي تمثل في فائزة واحدة فقط لا يعكس حقيقة ما وصلت اليه المرأة الاماراتية من تقدم ووعي، في مختلف المجالات. وقالت المرشحة السابقة مناهل محمود بداه، إن عدم ثقة الناخبين بالمرأة وقدراتها، سببه افتقار المرشحات في نظرهم إلى التاريخ الاجتماعي، وضعف وجودها في المجالس القبلية التي تطرح فيها قضايا المواطنين، وأضافت أن هناك قيما اجتماعية، وأفكاراً خاطئة، تتعلق بدور المرأة لدى الرجال، إذ إنهم يعتقدون أن المكان المناسب للمرأة هو منزلها ورعاية أبنائها، وأن قدراتها محدودة في نقل قضاياهم إلى المجلس الوطني، وأنحت بداه باللائمة على الناخبات اللواتي اعطين أصواتهن للمرشحين، وتجاهلن المرشحات وبرامجهن الانتخابية. وأفادت المرشحة سارة ربيع النعيمي، بأن هناك أفكارا وتقاليد بالية عن المرأة ودورها، سيطرت على أذهان الناخبين من الجنسين، وأسهمت في إبعاد المرأة عن الفوز في الانتخابات، وتابعت النعيمي أن العنصر النسائي في قوائم المرشحين أو الناخبين لم يستعد بشكل جيد للانتخابات، إذ تجاهلت الناخبات حضور اللقاءات التعريفية حول برامج المرشحات، كما أن المرشحين نجحوا في كسب أصوات النساء، عن طريق إقناعهن بأنهم أجدر وأقدر على حل طرح مشكلاتهن بالمجلس. ورأت الأستاذة المساعدة في قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الامارات الدكتورة حصة لوتاه أن إخفاق المرأة في الانتخابات وراءه أسباب عدة، بينها ما وصفته ب«مهارة الرجال في حشد الأصوات»، والعلاقات الاجتماعية، ونشاط المرشح في المجتمع. وتابعت «صحيح أن لبعض النساء حضوراً لافتاً في المؤسسات إذ إنهن قياديات في مجالات عملهن، لكننا نتساءل: أين حضورها المجتمعي ونشاطها فيه؟». إلى ذلك، قال رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة الامارات الدكتور محمد أبوالعينين «مازالت هناك رواسب وتقاليد وموروثات باقية، على الرغم من اعترافنا بالتغيير وبعمل المرأة وإعلاء شأنها، من خلال مشاركتها في الحراك السياسي في الدولة». وأشار أبوالعينين الى أن الثقافة الذكورية السائدة في المجتمع لعبت دورا في الحد من نجاح المرأة. مشيرا إلى ان المرأة تظلم بحجة الدين في مجتمعاتنا، وتابع «تظلم المرأة بحكم الدين، والدين من ذلك براء فيحد ذلك من حرية تحركها ونشاطها في الحياة العامة. وفسرت المرشحة روية الغيلاني إخفاق المرأة بأنه مرتبط بعدم الحماسة لدى المجتمع للمشاركة في الانتخابات، ولفتت إلى أن المصوتين في إمارة الفجيرة لم يتجاوزوا 2167 من أصل 6324 ناخبا، إلى جانب ما وصفته بانحياز المرأة والرجل معا الى المرشحين الرجال، بسبب النظرة التقليدية للمرأة. وتابعت أن هناك مرشحات بذلن جهودا كبيرة لإيصال برامجهن الى الناخبين، ومع ذلك كانت الاستجابة محدودة، وبالنسبة اليها، فإن من صوتوا لها ودعموها في حملتها مجموعة قليلة من الاقارب. وذكرت المرشحة عائشة الظنحاني أن إنجازات المرأة في جميع ميادين العمل العام قابلها إخفاق في العمل البرلماني، وتابعت «عدد الأصوات الذي حصلت عليه السيدات، دليل على عدم تفاعل المجتمع كأفراد مع المرأة، ومن هنا نطالب بدور أكبر وبدعم أقوى لها فنحن 83 مرشحة». وطالبت القيادة في الدولة بإنصاف المرأة، بعدما خذلها الناخبون في الانتخابات.