هاجم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الثلاثاء 16 اغسطس 2011 خصومه السياسيين في خطاب ألقاه بالرياض. ووجه صالح الخطاب لمؤيديه من المشاركين في مؤتمر القبائل اليمنية الذي شهد توافد أربعة آلاف مشارك ممن يسعون لتبني خطوات سياسية موحدة نحو إعادة الاستقرار السياسي للبلاد. وقال صالح " هذه القوى التي يجب أن نعرفها ونعرف شبابنا وشاباتنا منهم ، فهم عناصر قلة قليله من مخلفات الماركسية والشطرية ، وتنظيم طالبان.. وكذا مخلفات الإمامة ما يسمى بالحوثيين أو بحزب الحق أياً كان أسمه هذه مخلفات الإمامة وهؤلاء يريدون أن يعيدونا إلى ما قبل ال26 من سبتمبر و14 من أكتوبر" وأضاف "هناك حزب سياسي فيما يسمى باللقاء المشترك يرفع شعار انه حزب إسلامي ،فأين الإسلام منكم وماذا عملتم للإسلام شوهتم بالإسلام وأضريتم بالإسلام ضايقتم المواطنين بأفعالكم لأنكم عدة فئات أو عدة فرق في هذا التنظيم السلفي المجاهد ،الجهاديين، القاعدة ،طالبان هذا هو تنظيم ما يسمى بحركة الإخوان المسلمين". وتعيش اليمن منذ أكثر من ستة أشهر حالة من الجمود السياسي بعد أن رفض صالح تبني المبادرة الخليجية التي كان من شانها تأمين عملية انتقال سلمي للسلطة في إطار دستوري. وتعهد صالح في خطابه بالبقاء في الحكم حتى عام 2013. وقال صالح من الرياض حيث يتعافى من الجروح التي أصيب بها خلال هجوم على المسجد الرئاسي أوائل حزيران/يونيو الماضي " نحن عندنا الشرعية حتى 2013 ليست شرعية الحاكم الراغب في البقاء على كرسي السلطة فانا أريد أن ارحل منها قبل أن يحدث حادثة جامع دار الرئاسة... نحن لسنا متمسكين بالسلطة ورافعين شعار السلطة أو الموت هذا غير وارد نحن أرغمنا بالمجيء إلى السلطة في عام 2006 من قبل جماهيرنا ومن قبل شعبنا ونحن تحدثنا مع كل القوى السياسية أن تختار مرشحيها لتلك الانتخابات ". ودعا خصومه ب" إلى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع في انتخابات مبكرة". وتنتهي ولاية الرئيس اليمني الحالية بعد عامين. كما وصف الرئيس اليمني خصومه ب " الانتهازيين" وقال إن " ثورة الشباب والشابات سرقها المزدوجون والمنتفعون ، بعد أن نبذتهم الأحزاب والمجتمع المدني والقبائل". كما حذر صالح بعض الدول والجهات التي قال إنها تمول المعارضة اليمنية: "نحذر أولئك الذين يدفعون المال لتخريب اليمن سواء كان شقيق أو صديق فالشعب اليمني صمد منذ فجر الثورة وكانت هناك قوى دولية تدفع للشعب اليمني وتدفع للجانب الجمهوري وتدفع للجانب المعارض الإمامي وهي دول عظمى وكبرى ولكن هذا المشروع فشل". كان المؤتمر العام لقبائل اليمن انعقد في وقت سابق اليوم الثلاثاء، وقال منظمو المؤتمر إن الاجتماع انعقد انطلاقا من قناعة القبائل اليمنية بأنها مسؤولة عن التوصل لحل للمأزق الذي تعيشه البلاد، طالما عجزت الأحزاب السياسية عن حله. وذكرت وكالة الانباء اليمنية الرسمية "سبأ" أن المؤتمر شهد حضور 8400 مشارك. وقال الشيخ عوض الوزير عضو مجلس النواب اليمني الذي ألقى الكلمة الافتتاحية للمؤتمر :"هذا المؤتمر يأتي استشعارا للأهمية الكبيرة والحتمية في تجنب الوطن اليمني مخاطر الانزلاق إلي الفتنه في حال لم يتحقق الاصطفاف الوطني لقطع دابرها". وأضاف أن اللجنة التحضرية التي أعدت للمؤتمر " تأمل من القبائل والمشائخ والوجهاء تلبية نداء الواجب الوطني كما كانوا على مر العصور وكان لهم سبق المواقف المشرفة في الانتصار للوطن ضد كل ما يهدده داخليا وخارجيا". وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن المؤتمر أقر وثيقة قاعدة الثوابت الوطنية والعرفية لقبائل اليمن التي تم التوقيع عليها بالتراضي بين جميع القبائل اليمنية لتصبح سارية المفعول. وأكدت الوثيقة، بحسب "سبأ" على أن القبائل اليمنية كافة "مستعدة للدفاع عن الثوابت الوطنية والوقوف صفا واحدا في في وجه كل من يحاول الخروج عن الثوابت الوطنية أو المساس بها سواء كان حزبا أو قبيلة أو جماعة أو فردا كونها تشكل أساس هويتنا وشخصيتنا اليمنية". كما أكدت على "التزام الجميع بالتمسك بالنهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة والوقوف صفا واحدا في وجه كل محاولة للخروج على تلك الأسس". وكان ائتلاف أحزاب اللقاء المشترك، الذي يضم خمسة آحزاب معارضة، أعلن في وقت سابق أنه يعتزم تشكيل مجلس وطني عام يوم الثامن عشر من آب/أغسطس الحالي لقيادة القوى الثورية للأمام كي تحقق تطلعات الشعب اليمني. وازدادت التوترات في اليمن، حيث وصف الناطق باسم الحكومة ونائب وزير الإعلام عبده الجندي إعلان "اللقاء المشترك" بأنه "إعلان حرب".