قال خبراء أمن يراقبون مواقع متشددين على الانترنت ان متعاطفين مع تنظيم القاعدة يخططون لانتاج فيلم رسوم متحركة للاطفال لاغراء المشاهدين الصغار من المسلمين على القيام بأعمال عنف مسلحة ضد الغرب. وسيوسع مثل هذا الاجراء من أساليب الاعلام التي يستخدمها التنظيم خاصة وأنه يعتمد بدرجة متزايدة على الدعاية على الانترنت لتأمين الدعم في غياب هجمات ناجحة في الغرب. وقالت مؤسسة كويليام البريطانية لمكافحة التطرف ان شخصا يدعى أبو الليث اليمني أعلن عن الفيلم المزمع في موقع شموخ باللغة العربية على الانترنت الذي يمكن الدخول اليه فقط عن طريق كلمة مرور في منتدى نقاش يوم الاحد. وقالت مؤسسة كويليام ان اليمني ذكر انه والعديد من زملائه في المراحل الاخيرة من عمل فيلم رسوم متحركة عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتمركز في اليمن بغرض تعليم الاطفال تاريخ القاعدة والهامهم للقيام بهجمات. ونقلت مؤسسة كويليام عن اليمني قوله ان فيلم (القاعدة في جزيرة العرب) رواية شديدة الاثارة تتحدث عن حقائق بشأن من الذي خذل الدين الاسلامي وخذل النبي محمد وكيف ان الزعماء العرب عملاء للغرب وقضايا اسلامية اخرى. ووضع اليمني بعض الصور من الفيلم المقترح التي تبين أشخاصا ملثمين يطلقون النار من بنادق ويعدمون رهائنهم. وقال ان الفيلم سيشمل صورا لحوادث حقيقية تشمل "غارات واشتباكات مسلحة واغتيالات". وقال ان هذا الفيلم هو جهد ديني لتعليم الابناء والشبان كيفية العيش حياة كريمة في ظل الشريعة وانه بديل للسموم التي تذاع على الاطفال والشبان. وقال ويل ماكانتس وهو باحث رائد في موضوع التشدد الاسلامي ومستشار سابق بوزارة الخارجية الامريكية لمكافحة التطرف انه لم يشاهد "أي شيء مثل هذا" من قبل وانه يشك في أن الاقتراح حقيقي. وكتب في موقع على الانترنت يقول انه "اذا كان مشروعا ويشبه اللقطات التي اذيعت واللافتة الترويجية للفيلم فانه سيشير الى ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أصبح أكثر تقدما في جهوده للتواصل مع الشبان." وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتكون في معظمه من مواطنين يمنيين وسعوديين يشن حملة مسلحة للاطاحة بالحكومة اليمنية ومسؤول عن العديد من المحاولات لتفجير اهداف غربية من بينها محاولة فاشلة في عام 2009 لتفجير طائرة ركاب فوق مدينة ديترويت الامريكية. لكنه ساعد أيضا في استخدام القاعدة للانترنت من خلال انتاج مواد دعاية متقدمة باللغة العربية ومطبوعة على الانترنت وهي مجلة للمراهقين باللغة الانجليزية يطلق عليها انسباير. ويستخدم التنظيم الانترنت ليس فقط في تجنيد اعضاء وفي اعمال التنسيق وانما ايضا في انتاج لقطات اعلامية متقنة من خلال تحميل واعادة صياغة لقطات اعلامية غربية لدعم الروح المعنوية بين المؤيدين المنتشرين على مستوى العالم. وقال نعمان بن عثمان المحلل بمؤسسة كويليام في بيان ان العديد من الاباء المسلمين سيرون في هذا المشروع محاولة مباشرة من القاعدة لاحداث انقسامات داخل الاسر لتقويض سلطة الوالدين. وقال بن عثمان وهو متشدد اسلامي سابق وأحد رفاق اسامة بن لادن "خطة القاعدة قد تحدث أثارا عكسية". وقال بن عثمان انه بينما يمكن لافلام الرسوم المتحركة على الانترنت توصيل رسائل مركبة الى مشاهدين متنوعين بينهم اشخاص لا يقرأون الصحف الا ان هذا المشروع قد يظهر ان القاعدة لم يعد بامكانها اجتذاب أنصار جدد في معظم أنحاء العالم العربي