واشنطن، لندن - أ ف ب، رويترز – وجهت وزارة الأمن الداخلي الأميركية تحذيراً الى آلاف المسؤولين عن المنشآت الصناعية في البلاد من خطر شن تنظيم «القاعدة» اعتداءات في مناسبة الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وأشار التحذير الى احتمال «تسلل» عناصر من التنظيم الى المجمعات الكيمياوية ومصافي النفط، فيما أفادت محطة التلفزيون الاميركية «آي بي سي»، بأن الإنذار استند الى وثائق جُمعت لدى قتل وحدة كوماندوس اميركية زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن في باكستان في الثاني من ايار (مايو) الماضي. على صعيد آخر، نفذت سلطات ولاية تكساس حكماً باعدام مارك سترومان (41 سنة) الذين دين بارتكاب جريمة عنصرية بعد اعتداءات 11 ايلول، على رغم مطالبة ضحايا نجوا منه بالرأفة به. واعلنت وفاة سترومان ليل الاربعاء - الخميس بعد تلقيه حقنة قاتلة. وكان سترومان الذي تلقى حقنة قاتلة في سجن هانتسفيل شنَّ، بعد مقتل شقيقة له في اعتداءات 11 ايلول، سلسلة هجمات في دالاس استهدفت اشخاصاً ملامحهم شرق اوسطية. وقتل شخصان احدهما باكستاني مسلم يدعى وقار حسن والثاني هندي هندوسي يدعى فازوديف باتيل، في هجومين منفصلين شنهما عبر اقتحام محلين للبقالة واطلاق النار على الضحايا مباشرة. ونجا شخص ثالث من بنغلادش يدعى ريس بويان بمعجزة من الرصاص في هجوم ثالث لسترومان، لكنه فقد احدى عينيه من دون ان يمنعه ذلك من السعي حتى اللحظة الاخيرة الى منع تنفيذ حكم الاعدام في حق سترومان، وخفض الحكم الى السجن المؤبد. وبأمل وقف الحكم، تقدم بويان بشكوى قضائية على حاكم الولاية الجمهوري مارك بيري متهماً اياه بانتهاك حقوقه حين لم يسمح له بلقاء سترومان. وفشلت هذه الخطوة قبل ساعات من اعدام سترومان. وعزا بويان في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» حملته الى تربيته، وقال: «علمني والداي ان اضع نفسي في مكان الآخرين. إذا جرحك احدهم، لا تنتقم بل سامح. عش حياتك. لا يمكن لذلك إلا ان يعود بالنفع عليك وعلى الآخرين». ولم يتردد سترومان، في نهاية محاكمته في نيسان (ابريل) 2002، بالتباهي بانتمائه الى جمعية «اريان براذرهود» التي تؤمن بتفوق البيض، لكنه دعا في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» بعد نحو عشر سنوات الى توقف الكراهية. وقال: «ننتمي جميعنا الى عالم واحد. نحتاج الى مزيد من التسامح والتعاطف». وفي بريطانيا، قال خبراء يراقبون مواقع لمتشددين على الانترنت، ان متعاطفين مع «القاعدة» يخططون لانتاج فيلم رسوم متحركة للاطفال من اجل اغراء المشاهدين المسلمين الصغار على تنفيذ أعمال عنف مسلحة ضد الغرب. وسيوسع هذا الإجراء أساليب الاعلام التي يستخدمها التنظيم، علماً أنه يعتمد بدرجة متزايدة على الدعاية على الانترنت لتأمين الدعم في غياب هجمات ناجحة في الغرب. وقالت مؤسسة «كويليام» البريطانية لمكافحة التطرف، إن «شخصاً يدعى أبو الليث اليمني أعلن عن الفيلم المزمع في موقع شموخ باللغة العربية على الانترنت». ونقلت المؤسسة عن «ابو الليث اليمني» قوله إن «الفيلم الخاص بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتمركز في اليمن في مراحله الأخيرة، ويهدف الى تعليم الاطفال تاريخ القاعدة وإلهامهم لشن هجمات». ووصف الفيلم بأنه «جهد ديني لتعليم الأبناء والشبان كيفية العيش حياة كريمة في ظل الشريعة، وانه بديل للسموم التي تذاع على الاطفال والشبان». وقال ويل ماكانتس، الباحث في شؤون التشدد الاسلامي والمستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة التطرف: «لم اشاهد أي شيء مماثل، لكن اذا كان الاقتراح حقيقياً فيشير الى ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أصبح أكثر تقدماً في جهوده للتواصل مع الشبان». وقال نعمان بن عثمان المتشدد السابق وأحد رفاق بن لادن والذي يعمل حالياً محللاً في مؤسسة «كويليام»، إن «آباءً مسلمين كثيرين سيرون في هذا المشروع محاولة مباشرة من القاعدة لإحداث انقسامات داخل الاسر من اجل تقويض سلطة الوالدين، لذا قد تُحدث خطة القاعدة آثاراً عكسية».