عندما بدأ أحمد أحمد، الأمريكي من أصل مصري، جولاته الفنية الكوميدية في الشرق الأوسط، اعتقد أصدقاؤه في الولاياتالمتحدةالأمريكية أنه سيؤدي فقراته الضاحكة من الكوميديا الارتجالية في القواعد العسكرية. غير أن أحمد قال في تقرير نشرته شبكة ( سي ان ان )الجمعة 24 يونيو 2011 : "لقد فوجئوا عندما علموا أنني أديت فقراتي الضاحكة للشعب العربي، وأنهم يفهمون اللغة الإنجليزية وأن المشاهدين ضحكوا بالفعل." واضاف إن شعوره بالإحباط من زملائه الأمريكيين حفز أحمد على تنفيذ فيلم وثائقي بعنوان "مثلنا تماماً، ويتناول الكوميديا والضحك في الشرق الأوسط. وقال أحمد، البالغ من العمر 40 عاماً، إنه أراد أن يتحدى التوصيفات والأحكام المسبقة لدى الأمريكيين بشأن العرب وأنه ليس لديهم حس بالكوميديا والمزاح. وتجول أحمد في مصر ولبنان والسعودية والإمارات متتبعاً الحس الساخر والضاحك بين الناس الذين التقاهم في شوارع تلك الدول. وقال أحمد "لقد كانت الكوميديا موجودة دائماً في الشرق الأوسط، غير أنها كانت تأتي على شكل قصة أو عروض فردية، أما الكوميديا الارتجالية على المسرح، فإنها فن أمريكي معاصر." وأضاف أن الكوميديا الارتجالية على المسرح هي فن حديث نسبياً ولكنه يتطور بسرعة وهي تمارس في العديد من دول الشرق الأوسط الآن." من جهته، بدأ أحمد الذي ولد في مصر وهاجر إلى كاليفورنيا بالولاياتالمتحدة وهو طفل يرضع، في تقديم الكوميديا بالشرق الأوسط في العام 2005، غير أنه بدأ بتقديم العروض الصغيرة والخاصة. ورغم أنه قام بزيارات منتظمة لمصر وهو طفل، إلا أن جولته في العام 2005 كانت أول مرة يقوم بها بعد غياب 20 عاماً. وكانت المرة الأولى التي حظي بها بأعداد كبيرة من المشاهدين في العام 2007 عندما قدم "جولة كوميديا محور الشر." أما عروض فيلم "مثلنا تماماً" فقد اجتذبت جمهوراً وصل بالإجمال إلى نحو 20 ألف مشاهد.وترتكز ثيمة الفيلم الرئيسية على إحساس العرب بالضحك وحس السخرية لديهم، وأنه يشابه الحس لدى الأمريكيين، رغم وجود اختلافات وفوارق في توقعات المشاهدين لدى الجانبين.وقال أحمد إن المادة في الشرق الأوسط مشابهة لتلك في الولاياتالمتحدة باستثناء ما يتعلق منها بالمضامين الجنسية والدينية، وهو ما لا ينطبق على لبنان، حيث يسمح بأي شيء تقريباً.أما السياسية، فقال أحمد إنه كان يطلب منه عدم الاقتراب من النواحي السياسية لدى العرب، غير أن الأمور تغيرت منذ الربيع العربي وهم مشتاقون لسماع مثل تلك الأمور الآن. وكان أحمد قد بدأ بتصوير فيلمه قبل الربيع العربي، غير أنه قال إنه شهد خلال تلك الفترة بذور ربيع الثورات العربية. ولاحظ أحمد تغيراً في أذواق المشاهدين في الدول المختلفة، وقال: "في كل دولة من دول الشرق الأوسط، التي زرتها، ثمة إحساس كبير بالإضحاك." وقال إن أكثر المشاهدين ضحكاً كان في السعودية بالنظر إلى أنهم كانوا الأقل حصولاً على الترفيه، ولأنهم كانوا محرومين من الترفيه، فقد كانوا الأكثر ضحكاً وعلى أي شيء تقريباً. وأشار أحمد إلى أنه يحب أن يقدم عروضاً في مصر لأنه يشعر وكأنه في بيته. وأنها كوكبه الخاص. أما لبنان فإنها بالنسبة له كانت منفتحة للغاية ويمكن للمرء أن يقول أي شيء هناك.