يستخدم أفراد نخبة المجتمع الايراني أحدث طرازات السيارات في تنقلاتهم بشوارع شمال العاصمة طهران، متناسين مؤقتا المشاكل السياسية العديدة في البلاد. لكن سياراتهم الفاخرة اللامعة تجتذب قدرا أقل كثيرا من الانتباه مما تحظى به مجموعة من السيارات القديمة الفارهة يضمها متحف للسيارات في كاراج. يضم المعرض الموجود غربي طهران مباشرة عربات مطهمة كانت تجرها الخيول يوما وسيارات من طرازات عتيقة وأخرى أحدث وسيارات رياضية رشيقة أنتجتها أكبر مصانع السيارت في العالم مثل رولز رويس ومرسيدس وبي.ام. دبليو وغيرها. وذكر جعفر خزائي مدير متحف السيارات التاريخية في كاراج في مقابلة مع تلفزيون رويترز في الاونة الاخيرة أن مقتنيات المعرض بينها سيارة مرسيدس يقال انها استخدمت في تنقلات الزعيم النازي أدولف هتلر. وأكد أن السيارة ليست معروضة للبيع رغم أن شركة مرسيدس بنز عرضت أن تدفع اي مبلغ مالي تطلبه ايران مقابل تلك السيارة. وهذه السيارة هي الوحيدة الباقية في العالم من ست سيارات متماثلة أنتحتها الشركة في ذلك الوقت. وقال خزائي "السيارة الموجودة في متحفنا أصلية على ما يبدو أكثر من الطرازات الاخرى حيث لم تجر لها أي اصلاحات. سمعت (عروضا) تبدأ من ثلاثة ملايين الى 20 مليون دولار. لكن مدير المتحف المحترم السيد جواهري قال ان متحف بنز عرض علينا أي مبلغ نحدده مقابلها. هذه السيارات ليست للبيع. لقد سجلت في المتحف وهي حقا أصول جوست أمتنا." كما ذكر خزائي أن المتحف يضم أيضا سيارة رولز رويس سيلفر جوست لم تنتج منها الشركة المصنعة سوى 18 سيارة. وكانت السيارة ملكا لشاه إيران الاسبق أحمد شاه اخر ملوك أسرة قاجار والذي تولى حكم ايران بين عامي 1900 و1925. وقال مدير المتحف "توجد نسختان من هاتين السيارتين الموجودتين هنا. احداهما رولز رويس سيلفر جالف أمر بشرائعا أحمد شاه قاجار. والثانية رولزر رويس فانتون 4 من اصدار محدود حيث لم ينتج منها سوى 18 سيارة." ويضم المعرض أيضا سيارة تسمى ام.بي.في طهران صممتها شركات مرسيدس بنز وبورشه وفولكس فاجن خصيصا لشاه ايران السابق محمد رضا بهلوي. وترك الشاه بعد رحيله عن بلاده عام 1979 عقب اندلاع الثورة الاسلامية معظم ممتلكاته بما فيها مجموعته الخاصة التي تضم 140 سيارة من مختلف الطرازات. واستقل الشاه سيارته رولز رويس فانتوم 4 المصفحة ضد الرصاص التي صنعت عام 1952 في موكب خاص اصطحب خلاله ابنه المولود حديثا في ذلك الوقت بشوارع العاصمة. وذكر خزائي أن المتحف يزوره العديد من هواة السيارات. وقال "99 في المئة من الزائرين الاجانب الذين يحضرون الى هنا يهتمون في العادة بالسيارات وخبراء بها. لا يتوقعون أن يروا هذه الانواع من السيارات هنا." وتنظم المدارس رحلات لتلاميذها الى متحف السيارات في كاراج. وقال تلميذ يدعى مصطفى محمدي (11 عاما) خلال احدى تلك الجولات "نتعرف في هذا المتحف على من جلب أول سيارة الى ايران والدول التي كانت تنتج أكثر السيارات في العالم في ذلك الوقت." وقال تلميذ اخر عمره أيضا 11 عاما ويدعى أمير جورجي "السيارات جميلة حقا مما يؤكد أن تلك الفترة كان فيها أناس مهتمون بتطوير تلك الصناعة." ويضم المعرض مجموعة من العربات الملكية الفاخرة كانت تملكها الاسر التي تعاقبت على حكم ايران.