شارك نحو 300 ناشط عُماني الثلاثاء 1 مارس / آذار 2011، في اعتصام أمام مقر مجلس الشورى في مسقط للتنديد ب "الفساد في الوزارات"، بحسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. ونظم الاعتصام مجموعة من المثقفين والأكاديميين بعد وقت قليل من مسيرة في شوارع العاصمة العُمانية شارك فيها الآلاف تحت عنوان الولاء للسلطان قابوس بن سعيد، وفقا للمصدر ذاته. وجرى الاعتصام أمام مجلس الشورى بغياب تام للشرطة، ورفع خلاله المشاركون لافتات كُتب عليها "لا لهدر المال العام" و"يجب محاربة الفساد الحكومي". جاء ذلك في وقت تشهد مدينة صحار شمالي مسقط احتجاجات متواصلة منذ السبت قتل فيها شخص على الأقل خلال مواجهات مع الشرطة، يرفع خلالها المتظاهرون مطالب معيشية مؤكدين تمسكهم بالولاء للسلطان. وكانت مناطق أخرى في السلطنة قد شهدت الثلاثاء تحركات شعبية. وتظاهر العشرات في صلالة (جنوب) مطالبين بزيادة الأجور وتحسين ظروف الضمان الاجتماعي. وفي البريمي (شمال) عند الحدود مع دولة الإمارات، تظاهر عشرات أمام مكتب المحافظ مطالبين بايجاد فرص عمل لهم. ونظمت مسيرة في محوت (وسط) شارك فيها العشرات "تأييدا للسلطان وتنديدا بالشغب". وكان السلطان قابوس بن سعيد قد أعلن الأحد سلسلة تدابير اجتماعية للتخفيف من التوتر في السلطنة الاستراتيجية التي تتحكم في الضفة الجنوبية من مضيق هرمز والتي تشهد منذ عقود استقرارا سياسيا واقتصاديا. وأمر السلطان بدفع 150 ريالا (390 دولارا) شهريا لكل عاطل عن العمل يبحث عن وظيفة ومسجل لدى السلطات، كما أمر بتوظيف 50 ألف مواطن. وكانت حركة الاحتجاجات قد بدأت في السلطنة منتصف يناير / كانون الثاني مع تظاهرة شارك فيها 200 شخص طالبوا بوظائف وبتقديمات اجتماعية. وقررت السلطات في أعقاب ذلك رفع الحد الأدنى لأجور العُمانيين في القطاع الخاص. ويعيش في السلطنة النفطية التي لا تنتمي إلى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ثلاثة ملايين نسمة بينهم 20% من الأجانب. ويعتبر اقتصاد السلطنة مزدهرا، إلا أن البطالة تطول نسبة من شبابها في ظل معدلات مرتفعة من التعليم.