صعد آلاف المعتصمين في صنعاء، الاربعاء 23 فبراير 2011، مواقفهم المطالبة باسقاط النظام غداة مقتل اثنين منهم في هجوم مسلح شنه مناصرون للسلطة، في وقت وصلت التظاهرات الى حضرموت حيث اشتبك آلاف المحتجين مع عناصر من الشرطة. وفيما توفي متظاهر في عدن متأثرا بجروحه، دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الى وقف المظاهرات والاعتصامات. وفي صنعاء، هتف المعتصمون الذين امضوا ليلتهم الثالثة على التوالي في ساحة امام جامعة صنعاء "طفح الكيل طفح الكيل، السفاح يقتل بالليل"، في اشارة الى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، على ما يبدو. وبدا المعتصمون اكثر عزما وتشددا في اعتصامهم في الساحة التي اطلقوا عليها "ساحة الحرية" على غرار ميدان التحرير في القاهرة الذي احتضن الثورة المصرية، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وتعرض المعتصمون ليل الثلاثاء الاربعاء الى هجوم مسلح شنه انصار النظام الحاكم، ما ادى الى مقتل اثنين من المتظاهرين فيما ارتفع عدد الجرحى من 11 الى 23، بحسب مصادر المعتصمين. وهما اول ضحيتين في العاصمة اليمنية خلال الاحتجاجات التي تطالب برحيل الرئيس صالح الذي يحكم اليمن منذ 32 عاما. واغلقت القوات الامنية المداخل المؤدية الى الساحة، فيما تمكنت مجموعة من المعتصمين من طرد مؤيدين لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم كانوا يعتصمون في شارع مجاور. ودفع الهجوم الدامي الحزب الحاكم الذي يحتل نوابه 230 مقعدا من بين 301 في البرلمان الى الغاء "تظاهرة مليونية" كان ينوي تنظيمها اليوم في ميدان السبعين بوسط صنعاء حيث مقر الرئاسة، وعي تظاهرة كانت تهدف على ما يبدو الى الرد على الحركة الاحتجاجية المتصاعدة. وفي تصريحات نقلتها وكالة الانباء اليمنية، اكد الرئيس اليمني الاربعاء "تمسكه بالديمقراطية التعددية كخيار حضاري لا حياد عنه" مشيرا الى ان "حرية الراي والتعبير مكفولة بطرق سلمية بعيدا عن اي اعمال شغب او عنف او صدامات". ودعا صالح الى "ايقاف المسيرات والاعتصامات والحملات الاعلامية والمهاترات المتبادلة، وبما يهيئ المناخات للحوار وإجراء الحوار الوطني" ول"تشكيل حكومة وحدة وطنية للاشراف على سير الانتخابات النيابية (...) في مناخات حرة ونزيهة وشفافة وفي ظل رقابة محلية ودولية". وبلغت الاحتجاجات الكبيرة حضرموت في جنوب شرق البلاد حيث خرج آلاف الطلاب في المكلا في اكبر تظاهرة تشهدها المحافظة حتى الان للمطالبة باسقاط النظام. ووقعت مواجهات مع الشرطة بالحجارة اصيب خلالها ثلاثة طلاب بجروح احدهم اصابته خطيرة، بحسب ما افاد المتحدث باسم المجتمع المدني ناصر باقزقوز. وحمل بعض المتظاهرين في المكلا شعارات انفصالية. كما وقعت مواجهات بين عناصر من الشرطة ومتظاهرين انفصاليين تجمعوا امام مركز للشرطة ليل الثلاثاء الاربعاء. اما في عدن، فقد تظاهر الآلاف ليل الثلاثاء الاربعاء مطالبين باسقاط النظام ورددوا هتافات "الشعب يريد اسقاط النظام" و"لا عمل لا تدريس حتى يسقط الرئيس". وواصل الآلاف اعتصامهم المفتوح في حي المنصورة مرددين "لا كلام لا حوار حتى يسقط النظام". واعلن مصدر طبي وفاة عارف اليافعي الذي اصيب الجمعة في المنصورة متاثرا بجروحه، ليرتفع عدد الضحايا منذ الاربعاء الماضي الى 13. وامام سقوط المزيد من القتلى قدم ثمانية نواب يمنيين ينتمون الى حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم استقالاتهم من البرلمان احتجاجا على "اعمال القمع" في حق المتظاهرين. وقال النائب عبدو بشر ان "59 نائبا آخرين يدرسون كذلك التقدم باستقالاتهم". وكان نائبان احدهما من عدن (جنوب) والآخر من صعدة (شمال) اعلنا في بداية الاسبوع استقالتيهما "احتجاجا على الاعمال القمعية التي ينفذها مدنيون مسلحون ضد المحتجين". في موازاة ذلك انضم ستة اعضاء في هيئة علماء اليمن الى المعتصمين في صنعاء. وقال عضو الهيئة علي القاضي "نطالب بسرعة اتخاذ الاجراءات القانونية ونطالب بحماية المتظاهرين ومحاسبة المعتدين". واعتبر ان "المظاهرات جائزة ما دامت سلمية"، مضيفا "نشد على ايديكم ايها المعتصمون". وكان الرئيس صالح الذي يحكم منذ 32 عاما اكد الاثنين انه لن يرضخ لمطالب المحتجين ولن يرحل الا عبر "صناديق الاقتراع". وفي توضيح لهذا الموقف الذي اثار الجدل، اكد الرئيس اليمني "عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2013" بحسب وكالة الانباء اليمنية. وجدد صالح التأكيد بان "لا تمديد ولا توريث ولا تجديد".