استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض الفيتو الجمعة في مجلس الأمن ضد مشروع قرار للمجموعة العربية يدين الاستيطان الاسرائيلي، مما حمل الفلسطينيين على إعلان عزمهم على إعادة النظر في عملية المفاوضات، فقد اعلنت القيادة الفلسطينية انها قررت التوجّه الى الجمعية العامة للامم المتحدة لاستصدار قرار ضد الاستيطان، كما ستتوجّه مجدداً الى مجلس الامن للغرض ذاته. بدوره أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التزام إسرائيل بتحقيق السلام مع كل جاراتها في المنطقة ومن بينهم الفلسطينيون. المندوبة الأمريكية بمجلس الامن عقب استخدامها الفيتو (ا ف ب) تقييم المفاوضات وصرح أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه بأن القيادة الفلسطينية ستعيد تقييم عملية المفاوضات بمجملها بعد الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن. وقال إن القرار الأمريكي «مؤسف للغاية ويمسّ مصداقية الولاياتالمتحدة لأنها تعترض على قرار يؤكد على حرية الشعب الفلسطيني وحقوقه في الوقت الذي تعلن أنها مع حرية شعوب المنطقة وضمان حقوقها». مصر تنتقد وانتقد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في مصر بشدة استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإجهاض مشروع القرار العربي الذي طرح على المجلس بهدف إدانة الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وطلب قيام إسرائيل بوقفه. وقال إنه من المؤسف أن مشروع القرار كان يحظى بتأييد كافة أعضاء مجلس الأمن ال 14 الآخرين وهو ما «يجعل الموقف معزولاً وخارجاً على الإجماع الدولى في هذا الموضوع الحيوي». ووصف المتحدث الموقف الأمريكي بأنه «مخيّب لآمال الجماهير، ليس فقط الفلسطينية والعربية بل أيضا على المستوى الدولي وبالذات في كافة الدول المتبنية لمشروع القرار».. وأضاف إن الفيتو الأمريكي «الذي يتناقض مع الموقف الأمريكي المعلن الرافض لسياسة الاستيطان سيلحق المزيد من الضرر بمصداقية الولاياتالمتحدة على الجانب العربي كوسيط في جهود تحقيق السلام». وانتقد المتحدث كذلك المنطق الذي بررت به الولاياتالمتحدة تصويتها ضد مشروع القرار، مبدياً استغرابه إزاء التناقض الصارخ في الموقف الأمريكي بين التصويت ضد القرار من جهة والتأكيد من جهة أخرى بأن الاستيطان يقضي على الثقة بين الطرفين ويهدّد إمكانية تحقيق السلام. إن «إسرائيل تقدّر كثيراً قرار الرئيس أوباما بفرض الفيتو على قرار مجلس الأمن اليوم»، معتبرا أن «القرار الذي اتخذته الولاياتالمتحدة يثبت أن الطريق الوحيد إلى السلام يمرّ عبر مفاوضات مباشرة وليس من خلال قرارات منظمات دولية». حماس.. موقف «مشين» من جهتها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) السبت استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يدين الاستيطان الاسرائيلي أنه «مشين»، داعية السلطة الفلسطينية لإنهاء المفاوضات مع إسرائيل. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس «هذا قرار تعسّفي ومشين بحق الشعب الفلسطيني ومكافأة للكيان الصهيوني على انتهاكاته وجرائمه». الاستيطان يهدد السلام وأوضحت السفيرة الامريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس بُعيد عملية التصويت أن القرار كان يمكن في حال تبنّيه أن «يشجّع الأطراف على البقاء خارج المفاوضات». لكنها أشارت إلى أن الاستيطان يقضي على «الثقة بين الطرفين» ويهدّد «إمكانات السلام».وهي أول مرة تمارس الولاياتالمتحدة حق النقض في مجلس الأمن منذ وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض. إسرائيل تشكر من جهتها شكرت إسرائيل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ودعت الفلسطينيين إلى الاستئناف الفوري للمفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة. وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن «إسرائيل تقدّر كثيراً قرار الرئيس أوباما بفرض الفيتو على قرار مجلس الأمن»، معتبراً أن «القرار الذي اتخذته الولاياتالمتحدة يثبت أن الطريق الوحيد إلى السلام يمرُّ عبر مفاوضات مباشرة وليس من خلال قرارات منظمات دولية». وأعلن التزام إسرائيل بتحقيق السلام مع كل جاراتها في المنطقة ومن بينهم الفلسطينيون. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بيان أصدره مكتب نتنياهو قوله «نرغب في التوصّل إلى حل يجمع بين الأهداف الفلسطينية المشروعة وحاجة إسرائيل إلى الأمن والاعتراف. العودة للمفاوضات ودعت بريطانيا الفلسطينيين والاسرائيليين للعودة إلى طاولة المفاوضات، بعد الفيتو الأمريكي. وقال وزير الخارجية ويليام هيغ «ينبغي ألا ندع الأحداث الجارية في المنطقة بصورة عامة تبعدنا عن العمل في اتجاه حل عادل ودائم للنزاع الاسرائيلي - الفلسطيني». وفي بروكسل أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن أسفها لعدم «التوصّل إلى إجماع» في مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار العربي الذي يدين الاستيطان الاسرائيلي. وقالت آشتون إن «موقف الاتحاد الأوروبي حول المستوطنات بما في ذلك القدسالشرقية واضح أنها غير شرعية بنظر القانون الدولي وتشكل عقبة في وجه السلام وتهدد حل الدولتين». وأعربت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال آليو- ماري عن «أسفها» لعدم التوصّل إلى اتفاق في مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار العربي الذي يدين الاستيطان الاسرائيلي. وأكدت آليو على الموقف الفرنسي الذي يعتبر الاستيطان «غير شرعي بنظر القانون الدولي» وأنه «يجب وقفه».