أدانت الخارجية الأمريكية في بيان رسمي، ما قالت إنها "محاكمة سرية" تعرضت لها المدونة السورية المعارضة، طل الملوحي، التي كانت السلطات في دمشق قد اعتقلتها قبل أشهر، ودعت إلى إطلاق سراحها فوراً، نافية الاتهامات المساقة بحقها بالتجسس لصالح واشنطن، واصفة إياها بأنها "إدعاءات لا أساس لها." وقالت الخارجية في بيانها: "ندعو السلطات السورية إلى الإطلاق الفوري لكافة سجناء الرأي، والسماح للمواطنين بممارسة حرية التعبير والتجمع - وهي حريات متفق عليها عالمياً - دون الخوف من التعرض للانتقام من قبل السلطة." وكانت السلطات السورية قد اعتقلت الملوحي بدمشق في 27 ديسمبر/كانون الأول عام 2009، وذكرت مصادر إعلامية ومدونات عربية مختلفة آنذاك أن الملوحي، 19 عاما، طالبة في المرحلة الثانوية، وقد نسبت إليها السلطات السورية تهمة التجسس. ونقلت صحيفة الوطن السورية شبه الرسمية آنذاك عن مصادر سورية وصفتها بالمطلعة قولها، إن الملوحي "متهمة بالتجسس لصالح السفارة الأمريكية في القاهرة، وتسببت بمحاولة اغتيال ضابط أمن سوري في احد شوارع القاهرة بتاريخ السابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ما أدى إلى إصابته بعاهة دائمة." وقالت الصحيفة إن "عنصرا نسائيا في السفارة الأمريكية في القاهرة عهد إلى الملوحي التجسس على السفارة السورية وتقاضت مبالغ مالية مقابل ما طلب منها،" مضيفة أنه ثبت على الفتاة "عدد من تهم التجسس التي اعترفت بها تم إيقافها وإحالتها على القضاء، وهي الآن في السجن وستمثل أمام المحكمة خلال الفترة القادمة." وكانت لجنة حقوق الإنسان السورية، قد أفادت بأن جهاز الاستخبارات السوري استدعى الملوحي في 27 من ديسمبر/كانون الأول عام 2009 للتحقيق معها بشأن مدونتها، التي تتضمن قصائد شعرية وتعليقات اجتماعية حول شؤون اجتماعية وعربية. وجاء في تقرير للجنة في أغسطس/آب الماضي، أنه "ومنذ ذلك الحين تم اعتقالها ولم تتم إعادتها إلى أسرتها، كما لم يعرف أفراد أسرتها مكان اعتقالها." وكانت أسرة الملوحي قد قالت لمنظمة هيومان رايتس ووتش، إن الفتاة طل تدرس في المرحلة الثانوية النهائية، وأنها لا تنتمي لأي جماعة سياسية، فيما قال نشطاء سوريون إنها ربما اعتقلت بشأن قصيدة شعرية تنتقد القيود السورية على حرية التعبير. وقد طالبت العديد من المنظمات بإطلاق سراح الملوحي، فيما عمل مؤيدوها إلى تشكيل جماعات وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باللغتين العربية والإنجليزية مطالبين بإطلاق سراحها.