وصف رئيس مجلس النواب اليمني اللواء يحي الراعي ما جرى في مصر بأنه "لا يشرف مصر ولا أبناءها"، وطالب اليمنيين ب "التعقل" وهو ما خلف ردود فعل قوية ضده من داخل المجلس ومن اعضائه المنتمين لاحزاب المعارضة الذين يقاطعون جلسات المجلس منذ اكثر من اسبوعين. وبعيداً عن ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء, خرج آلاف الشباب في مسيرات مؤيدة لثورة مصر وتطالب برحيل الرئيس علي عبدالله صالح وسقوط نظامه ووقع بعضها في إشتباكات بالأيدي مع قوات أمن وآخرين سيطروا على الميدان منذ أسبوع ويرفضون التغيير. وقالت المصادر ان مدينة تعز, تصاعدت فيها المسيرات الشبابية التي انطلقت مساء الجمعة 11 فبراير2011, وهتف المتظاهرين بسقوط نظام الرئيس صالح في المدينة ذاتها التي أنطلقت منها أولى وأكبر المسيرات المؤيدة لتقلده كرسي الحكم قبل 33عاماً. ووضعت قوات الأمن والجيش في حالة تأهب قصوى وأنتشرت في الشوارع القريبة من جامعة صنعاء وميدان التحرير الذي سيطر عليه العشرات من الأشخاص بلباس قبلي وأسلحة تقليدية ويرددون هتافات مؤيدة لصالح ورافضة لأي تغيير لنظامه. وفي المسيرات التي أنطلقت منذ مساء الجمعة في العاصمة صنعاء وعددا من المدن اليمنية وقعت إشتباكات بين قوات أمن ومؤيدين لصالح والمتظاهرين ضده الذين رددوا لأول مرة شعارات تنال منه بالإسم ومنها "ياالله يالله إسقط علي عبدالله", و"يانظام صح النوم.. لافساد ولا إستبداد بعد اليوم". وتميزت المسيرات الشبابية بعفويتها وعدم وقوف أحزاب المعارضة ورائها, وأنطلقت احداها من ساحة أكبر الجامعات اليمنية (جامعة صنعاء) بعد إعتداء عناصر أمنية ترتدي ملابس مدنية على طالب كان يحاول حشد زملائه للخروج بمظاهرة. ولم تفتح المحلات التجارية وسط العاصمة صنعاء ابوابها حتى الظهر خوفاً من أعمال شغب قد ترافق المسيرات المتوقع خروجها, في حين قالت المصادر ان أنصار الرئيس صالح وحزبه الحاكم مارسوا أعمال "بلطجة" ضد المحلات التجارية في صنعاء وتعز وأجبروها على الإغلاق والخروج للتظاهر دعما له. وأتهمت منظمات حقوقية السلطات بتنفيذ عمليات إعتقال واسعة شملت الشباب المشاركين في مسيرات صنعاء ومدينتي تعز وعدن, ودان مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان ما تعرض له المحتفون الذين تجمعوا أمام مبنى محافظة تعز مساء الجمعة ليعبروا عن فرحتهم بانتصار الإرادة الشعبية لشعب مصر العظيم. وقال في بيان له ان "مجموعة من البلطجية أقدمت على رمي الأحجار وشتم المحتفون بطريقة شبيهة بتلك التي قام بها عتاولة النظام البائد في مصر". وفيما عبرت حكومة اليمن عن احترامها ل"إرادة الشعب المصري" بعد يوم من تنحي حسني مبارك وتسليمه الحكم إلى مجلس عسكري, وقال مصدر يمني مسؤول في بيان صحفي إن حكومة اليمن "تعبر عن احترامها لخيار وإرادة الشعب المصري"، وتحدث عن ثقتها في "قدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة (المصرية) على إدارة شؤون البلاد خلال هذه الظروف العصيبة". وتحدث عن علاقات متينة بين البلدين، وذكّر بمشاركة الجيش المصري في الثورة اليمنية على الملكية عام 1962.