خرج آلاف اليمنيين، مساء الجمعة، إلى شوارع العاصمة صنعاء وعدد من المدن الرئيسية، ابتهاجاً بانتصار الثورة المصرية ورحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك، واستمرت بعض التظاهرات حتى صباح السبت. وسارعت السلطات اليمنية إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة ومنعت مئات المتظاهرين انطلقوا من الجامعة الجديدة بالعاصمة صنعاء من الوصول إلى مقر السفارة المصرية الكائن في شارع جمال عبدالناصر وسط المدينة، فتوجه المتظاهرون صوب ميدان التحرير في قلب العاصمة، بينما انتشرت قوات مكافحة الشغب بكثافة في ذات المكان، وقامت قوات من الشرطة بتطويق المكان ومنعت أفواجاً من المواطنين قدموا من أحياء أخرى من الوصول إلى ميدان التحرير. وبدأت التظاهرات بهتافات مؤيدة للثورة المصرية قبل أن تتحول إلى هتافات مناهضة لنظام الرئيس علي عبدالله صالح، وشوهدت مجموعات شبابية تهتف «الشعب يريد إسقاط النظام»، «يا الله يا الله باقي علي عبدالله»، فيما اصطفت أعداد كبيرة من رجال الأمن في ميدان التحرير وجوانب الطرق وتمركزت عشرات الأطقم الأمنية في الشوارع المؤدية إلى الساحات. وأمضى عشرات الشبان ليلتهم في ميدان التحرير، غير أن حزب المؤتمر الشعبي «الحاكم»، سارع إلى إنزال أنصاره إلى المكان وأعاد نصب الخيم التي كان وضعها في وقت سابق ثم نزعها، عقب تظاهرات حاشدة دعت إليها أحزاب المعارضة الرئيسية في البلاد. وشهد الميدان مصادمات خفيفة بين المتظاهرين وأنصار الحزب الحاكم الذين رددوا هتافات مؤيدة للرئيس صالح ورفعوا صوراً له، الأمر الذي قابله الفريق الآخر بشعارات، مرددين «عسكري لابس مدني»، في إشارة إلى أن المؤيدين هم أصلاً من الجنود الذين يرتدون لباساً مدنياً. ولوح المتظاهرون بأوراق نقدية في إشارة إلى أن المؤيدين مدفوعون بالأجر. وقال النائب المعارض فؤاد دحابة إنه شاهد عربات جند تابعة لقوات الأمن المركزي تقل أعداداً من الجنود بثياب مدنية انضموا إلى التظاهرة المؤيدة للرئيس في ميدان التحرير وشوارع العاصمة. وأضاف «أن أحد المتظاهرين المناوئين للرئيس ويدعى فيصل النمشة أصيب بجروح في رأسه على أيدي من أسماهم «بلاطجة المؤتمر»، وأنه أسعف إلى المستشفى. وقال الصحافي خليل البرح في جريدة «الغد» الأهلية المستقلة إن قوات أمنية منعته من تصوير التظاهرات المؤيدة للثورة المصرية، والحواجز الأمنية في أحد الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير، وأنه احتجز لمدة نصف ساعة قبل أن يطلق سراحه. لكن بعدما قام أفراد الأمن بنزع ذاكرة الكاميرا وإتلافها، قبل إطلاق سراحه. يذكر أن السلطات الأمنية اليمنية عززت إجراءات الأمن وحشدت المئات من قوات مكافحة الشغب في معظم شوارع وميادين العاصمة لمنع التظاهرات المؤيدة للثورة في مصر والمناهضة للحكم في اليمن .