خرج أكثر من مليوني يمني في مسيرات سلمية شهدتها أكثر من 10 مدن رئيسية أعقبت ما وصف ب"جمعة الانطلاق", وتطالب بسقوط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح ورموز نظامه. وقدرت المصادر عدد الذين حضروا صلاة الجمعة والصلاة على الشهداء الذين سقطوا في صنعاء وعدن وتعز بأكثر من مليون يمني في مدينتي صنعاء وتعز لوحدهما, فيما خرج عشرات الآلاف في أنحاء متفرقة من مدينة عدن ومدن لحج والضالع وحضرموت وإب والحديدة وصعدة وذمار. واحتشد أكثر من نصف مليون يمني ظهر اليوم الجمعة 25 فبراير2011, فيما أطلق عليه "ساحة التغيير" بالعاصمة صنعاء, وألقى الداعية عبدالله صعتر –عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) - خطبتي الجمعة التي سبقهما وتلاهما هتافات: الشعب يريد إسقاط النظام, وإرحل. وقال خطيب الجمعة الذي يحظى بشعبية كبيرة أن "على النظام أن يرحل عاجلاً سلمياً وترك الحرية للشعب في أن يختار ممثله بعد إسقاط النظام". وانتقد الداعية صعتر محاولة نظام الرئيس صالح "إثارة النزعات المناطقية والطائفية في أوساط الشعب"، وأضاف إن "وعلى السلطة ان تفهم بأن إثارتها لهذه النزعات لن تزيد الشعب اليمني إلا وحدة وأخوة وصمود". وأكد أن دماء الشهداء الذين سقطوا خلال الايام الماضية في صنعاء وعدن وتعز "لن تذهب سدى وستكون وقوداً للثورة اليمنية ضد النظام المستبد". وفي ميدان التحرير القريب من جامعة صنعاء التي سيطر عشرات الالاف من الشباب المطالب برحيل الرئيس صالح عليها والشوارع الممتدة إليها, شارك الالاف من مؤيدي صالح في مسيرة وصلاة جمعة في الساحة التي سيطروا عليها منذ ثلاثة أسابيع لمنع المعارضة من الوصول إليها. وطالب أنصار صالح بالحوار الوطني, ورددوا هتافات مناوئه للمعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء، ووصفوهم ب"الخونة وعملاء الخارج" ويعملون ضمن أجندة خارجية. وأغلقت قوات الأمن جامع الصالح في ميدان السبعين بصنعاء قرب دار الرئاسة بهدف دفع المصلين، إلى ميدان التحرير لأداء صلاة الجمعة هناك والتي بثتها التلفزة اليمنية. وحث الداعية صعتر الشباب على الصمود والاستمرار حتى رحيل النظام وقال ان الرسول الكريم حذر المؤمنين من ان يلدغوا من جحر مرتين فيما لدغ اليمنيين من جحر ألفين مرة, وشدد على رفض أي حوار مع النظام رداً على قرار الرئيس صالح بتشكيل لجنة اليوم للحوار مع المعتصمين. وكان الرئيس صالح أعلن (امس) الخميس عن تشكيل لجنة خاصة برئاسة رئيس الوزراء لبدء حوار مع المحتجين الشباب في صنعاء وتعز وعدن المطالبين بإسقاط نظام حكمه. وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن الرئيس صالح أقر في اجتماع عقده مساء الخميس مع قيادات الدولة تشكيل لجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن ووزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير التربية والتعليم ووزير الشباب والرياضة، وذلك لإجراء حوار بناء ومفتوح مع الأخوة الشباب ومنهم المعتصمين في عدد من الساحات وفي مقدمتها ساحتي الجامعة والتحرير بصنعاء، وعصيفرة بتعز، ومحافظة عدن". وذكرت وكالة سبأ ان مهمة هذه اللجنة هو "الاستماع إلى قضايا الشباب المحتجين وتطلعاتهم وبما يكفل معالجة قضايا الشباب وإعطائها الأولوية في المعالجات الحكومية والاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم في مسيرة البناء الوطني". وأعبرت اللجنة الإعلامية لإئتلاف شباب التغيير في "ساحة التغيير" بصنعاء، عن "قلقها البالغ إزاء تصريحات مصدر أمني نشرت أمس حول إمكانية استهداف تنظيم القاعدة للتجمعات والإعتصامات الشبابية في العاصمة". وحذرت اللجنة من أن "تكون تلك التصريحات ضمن مخطط جديد لما يسمى بوحدة (إدارة الأزمات) في البلاد، وتهدف من ورائها الاستباق لتنفيذ أمراً ما ضد المحتجين السلميين الذين يطالبون بإسقاط النظام ومن ثم نسبه لتنظيم القاعدة، أو يتم دس بعض الخارجين عن القانون بين المتظاهرين ليتم إعلان القبض عليهم بعد ذلك ونسبهم للمحتجين السلميين، والقول أنهم كانوا ينوون القيام بعمليات إرهابية". وكانت وزارة الداخلية قالت إن توجيهات صدرت إلى الأجهزة الأمنية في أمانة العاصمة برفع يقظتها الأمنية واتخاذ كافة الإجراءات لضبط أي عناصر إرهابية يحتمل قيامها بالتسلل إلى داخل العاصمة لاستهداف منشئات حيوية مستفيدة من التظاهرات والإعتصامات الجارية فيها وانشغال الأجهزة الأمنية بحمايتها. وشددت توجيهات الداخلية على ضرورة تشديد الإجراءات في مناطق الحزام حول أمانة العاصمة لضبط تلك العناصر الإرهابية قبل أن تتمكن من تنفيذ مخططها الإجرامي. وذكر مركز الإعلام الأمني أن قيادة وزارة الداخلية عممت صور العناصر الإرهابية في مناطق الحزام الأمني ومختلف النقاط الأمنية في الأمانة لتسهيل عملية ضبط العناصر الإرهابية وملاحقتها. وفي مدينة عدن جنوبي اليمن, أدت إشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين إلى وقوع 19جريحاً في مدن عدن المتفرقة التي أنطلقت فيها مسيرات عدة جراء حالة الحصار التي ضربتها قوات الامن عليها ومنعت تجمع سكان تلك المدن في مكان واحد.