دعت نقابة الصحفيين اليمنيين منتسبيها وقوى المجتمع للمشاركة في مسيرة (غداً) الإثنين، احتجاجاً على حبس صحافية بعد اعتقالها في ساعة متأخرة من الليل، تتهمها الداخلية "بتقويض السلم الاجتماعي" لتصدرها المسيرات منذ سقوط النظام التونسي. وقالت وزارة الداخلية اليمنية، مساء (اليوم) الأحد 23 يناير2011، إنها تجري حالياً التحقيق مع الصحافية توكل كرمان، تمهيداً لإحالتها إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها. وذكر مصدر مسؤول بالوزارة انه "تم يوم (أمس) السبت ضبط المدعوة توكل كرمان بناءاً على أمر من النيابة العامة وذلك بتهمة قيامها بإقامة تجمعات ومسيرات غير مرخصة لها قانوناً والتحريض على ارتكاب فوضى وشغب وتقويض السلم الاجتماعي العام". وحذرت الداخلية في بيان لها مساء الأحد من "من التنظيم أو الدعوة لأية مظاهرة أو مسيرة دون اتباع الإجراءات القانونية، والحصول على الموافقات اللازمة". وقالت إن "أي مظاهرة لا تحمل ترخيصاً رسمياً تعد محظورة بموجب القانون وسيخضع المخالفون لذلك للمساءلة القانونية". ودعت نقابة الصحفيين اليمنيين لمسيرة احتجاجية كبيرة تنطلق صباح الغد من مقر النقابة وسط العاصمة صنعاء، بعد يوم على تعرض مسيرة خرجت منها لذات السبب للقمع وإعتداءات وصفتها المنظمات الحقوقية ب"الوحشية". واعتدت قوات مكافحة الشغب وعناصر الأمن على المشاركين في المسيرة بينهم نواب في البرلمان وصحفيين ومحاميين وطلاب جامعيين، واحتجزت العشرات منهم في سجون أقسام الشرطة وصادرت كاميرات قناتي الجزيرة والعربية بعد إعتقال مصوريهما. وفي مدينة تعز التي تنتمي إليها الصحفية توكل كرمان اعتصمت مئات النساء أمام مقر المحافظة ونددن باعتقال امرأة في مجتمع محافظ ورفعن هتافات تطالب الرئيس علي عبدالله صالح بالرحيل عن الحكم. وتعد المسيرات التي خرجت اليوم وطوال أيام الأسبوع الماضي من جامعة صنعاء رغم حالة الامني المضروبة عليها هي الأقوى من حيث الشعارات المرفوعة فيها والتي تدعو الرئيس صالح بالرحيل ونظامه الذي يحكم اليمن منذ 33 عاماً. وكانت مجموعة ترتدي زي عسكري وبعضها مدني قد أعتقلت الصحفية توكل كرمان الواحدة بعد منتصف الليل من أمام منزلها بصنعاء أثناء عودتها للمنزل برفقة زوجها وأطفالها، ونقلت على الفور إلى السجن المركزي وأجبرت على إرتداء زي السجن، وهو مايعد في اليمن سابقة خطيرة باعتبار أن الاعتقال طال امرأة في مجتمع قبلي محافظ. وهددت قبائل شرعب التي تنتمي إليها الصحفية المعتقلة باللجوء للعنف إذا لم تتدارك السلطة الأمر وتفرج عنها، وقال بيان صادر باسمها أن توكل كرمان ستكون (بوعزيزي) وشرعب (سيدي بوزيد)، في إشارة إلى الثورة التي قام بها الشعب التونسي ضد نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.