قال الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إنه لم يصدر أي فتوى في موضوع إحراق الشاب التونسي محمد البوعزيزي نفسه، وأكد القرضاوي -في بيان نقلته (الجزيرة نت) الخميس 20 يناير 2011 - إنه لم يكتب أي فتوى في الموضوع، لكنه اكتفى بالتعليق عليه في برنامج (الشريعة والحياة)، حيث قال في البرنامج نفسه "إني أتضرع إلى الله تعالى، وأبتهل إليه أن يعفو عن هذا الشاب ويغفر له، ويتجاوز عن فعلته التي خالف فيها الشرع، الذي ينهى عن قتل النفس". وأوضح القرضاوي أن الشاب التونسي محمد البوعزيزي، الذي أقدم على إضرام النار في جسده احتجاجا على تعرضه للضرب من شرطية ومنعه من ممارسة نشاط تجاري يعتاش منه، كان في حالة ثورة وغليان نفسي، ولا يملك فيها نفسه وحرية إرادته. وذكّر القرضاوي بقاعدة شرعية مهمة، وهي أن الحكم بعد الابتلاء بالفعل غير الحكم قبل الابتلاء به، وأوضح أنه "قبل الابتلاء بالفعل ينبغي التشديد حتى نمنع من وقوع الفعل، أما بعد الابتلاء بوقوعه فعلا، فهنا نلتمس التخفيف ما أمكن ذلك". وناشد القرضاوي شباب العرب والمسلمين -الذين أرادوا أن يحرقوا أنفسهم سخطا على حاضرهم- الحفاظ على حياتهم "التي هي نعمة من الله يجب أن تشكر"، مؤكدا أن من يجب أن يحرق "إنما هم الطغاة الظالمون". وخلص القرضاوي إلى القول إنه "لدينا من وسائل المقاومة للظلم والطغيان ما يغنينا عن قتل أنفسنا، أو إحراق أجسادنا. وفي الحلال ما يغني عن الحرام".