أعلن رئيس الوزراء التونسي محمد غنوشي الأربعاء في مؤتمر صحفي اقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم في الوقت الذي تهز فيه البلاد اضطرابات اجتماعية منذ أربعة أسابيع. وقال رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي: إن الرئيس زين العابدين بن علي عين وزيرا جديدا للداخلية وأمر بالافراج عن كل المحتجزين في موجة الاحتجاجات العنيفة. وأضاف الغنوشي أن الرئيس أمر بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الفساد وممارسات بعض المسؤولين، وعين أحمد فريعة وهو أكاديمي سابق ووزير دولة وزيرا جديدا للداخلية. وقال شهود عيان في بلدة اقليمية شهدت بعضا من أسوأ الاشتباكات: إن حشدا كبيرا من المواطنين تجمع مطالبا باستقالة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وان الشرطة كانت غائبة عن مكان الاحتجاج. اضراب عام وشهدت محافظات تونسية الأربعاء إضرابا عاما عقب امتداد الاحتجاجات الثلاثاء للعاصمة التونسية التي شهدت أمس هدوءا حذرا مع انتشار لقوات الجيش، في حين تستعد محافظات أخرى للتظاهر اليوم الخميس. وتزامن انتشار الجيش مع بيان شديد اللهجة للخارجية الأميركية عبرت فيه عن قلقها البالغ من الأنباء عن "الاستخدام المفرط للقوة" من جانب الحكومة التونسية. وأفادت مصادر نقابية بأن محافظات القصرين وصفاقس وقابس ستشهد إضراباً عاماً الخميس في محافظتي القيروان وجندوبة، وفي تونس العاصمة سيكون الجمعة يوم إضراب عام. كما أفادت المصادر نفسها بأن الاحتجاجات تواصلت في مدينة بن قردان على الحدود مع ليبيا وفي محافظة باجة. وعلى صعيد آخر ، طالب الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان له بضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لمحاسبة كل من أطلق الرصاص الحي على المتظاهرين بالجهات المعنية. كما دعا لضرورة السحب الفوري لفيالق الجيش من المدن والشوارع، وفك كل أشكال محاصرة الأمن لبعض المناطق الداخلية. وأكد الاتحاد تمسكه بالحق في حرية التعبير، وفي التظاهر السلمي من أجل الحقوق المشروعة طبقا للمواثيق الدولية ودستور البلاد. تعزيزات عسكرية وظهرت أمس تعزيزات عسكرية من جنود بالسلاح وشاحنات وسيارات جيب ومصفحات في العاصمة التونسية للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات التي تشهدها تونس منذ أربعة أسابيع. وتمركزت هذه التعزيزات عند مفارق الطرق في وسط العاصمة وعند مدخل حي التضامن، حيث كانت الأضرار التي خلفتها أعمال العنف خلال الليل ظاهرة. وغطى حطام الزجاج واطارات السيارات المحترقة طريق بيزرت التي تمر في الأحياء الشعبية التضامن والانطلاقة والمنيهلة في غرب العاصمة. وفضلا عن تعزيزات الشرطة الكبيرة ووحدات التدخل الخاصة هناك آليتان للجيش وجنود بالسلاح يتولون حراسة الساحة التي تربط بين جادتي فرنسا والحبيب بورقيبة قبالة السفارة الفرنسية وكاتدرائية تونس الكبيرة. وقد شهدت هذه الساحة أمس الأول تظاهرات قمعتها الشرطة. كذلك شوهدت تعزيزات عسكرية حول مقر الاذاعة والتلفزيون في حي لافاييت. أما حركة السير فكانت شبه طبيعية، ولوحظت ازدحامات نادرة بالضاحية بسبب الأمطار. وكانت محطات الاذاعة الوطنية والخاصة تبث برامجها كالمعتاد. إقالة جنرال وأشارت مصادر من المعارضة الى اقالة أحد قادة هيئة أركان سلاح البر الجنرال رشيد عمار الذي رفض اعطاء الأمر الى الجنود بقمع الاضطرابات التي انتشرت في البلاد وتعبر عن تحفظه إزاء استخدام القوة بشكل مفرط حسب المصادر نفسها. واستبدل عمار بقائد الاستخبارات العسكرية الجنرال أحمد شبير. كما دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الحكومة التونسية الى العمل من أجل "حل سلمي" لوقف الاضطرابات الاجتماعية التي تشهدها البلاد. وقالت كلينتون في مقابلة مع قناة العربية: "نحن قلقون بالإجمال من عدم الاستقرار في تونس. يبدو أن الاحتجاجات خليط ما بين الاقتصادي والسياسي، وللأسف فإن رد الفعل الحكومي أدى لمقتل البعض، ونأمل في حل سلمي". وشددت كلينتون على أن "واشنطن ليست طرفا في المواجهات الجارية حاليا بين محتجين والسلطات التونسية"، وأشارت الى ان الولاياتالمتحدة "ستقوم بالاتصال مع السلطات التونسية عندما تهدأ الأوضاع". وحثت كلينتون الحكومة التونسية على "التركيز لإيجاد الوظائف للعاطلين" عن العمل.