فجر وزير الصحة المصري حاتم الجبلي, مفاجأة مدوية، حين اعترف بتسرع الحكومة في الموافقة على قرار ذبح الخنازير، معترفا في الوقت ذاته باستغلال أحد التيارات داخل مجلس الشعب المخاوف الشعبية من تفشي وباء "إنفلونزا الخنازير" لتمرير هذا القرار. وأكد الجبلي أنه اضطر لزيارة رأس الكنيسة القبطية البابا شنودة الثالث لاستشارته قبل تنفيذ القرار، نظرا لأن أغلبية العاملين في مجال تربية الخنازير من المسيحيين. ووجه أقباط مصريون مقيمون في الخارج انتقادات حادة لقرار ذبح الخنازير، معتبرين أنه يحمل بصمة طائفية وتأثرا بمواقف نواب جماعة الإخوان المسلمين داخل مجلس الشعب. كما أبدى قساوسة بارزون اعتراضهم على القرار، مؤكدين أن الكنيسة المصرية أباحت للحكومة التعامل مع الأزمة بالطريقة الملائمة, لكنها لم تبح عملية الذبح الجماعي التي بدأت مطلع الأسبوع الجاري. وأقر الجبلي في تصريحات صحفية الأحد 3 مايو بأن قرار ذبح الخنازير لا علاقة له بأي مخاوف حقيقية من انتقال المرض، وأنه جاء نتيجة ضغوط مارسها تيار داخل المجلس ضد تربية الخنازير، مضيفا: "أن هذا التيار استغل الأزمة لتمرير القرار". ونفى رئيس مجلس الشعب الدكتور فتحي سرور كلام الوزير, وقال: إن قرار المجلس تم اتخاذه بناء على معلومات وتقارير الخبراء، مشيراً إلى أن إنجلترا قامت بإعدام البقر عند تفشي مرض جنون البقر.