قال الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس، 16 ديسمبر 2010، ان زيادة عديد القوات الاميركية في افغانستان ادى الى تحقيق "تقدم كبير" في كبح تمرد طالبان واضعاف نشاط القاعدة التي حذر من ان هزيمتها ستستغرق وقتا. وفي الوقت الذي يكشف البيت الابيض عن مراجعة لاستراتيجيته في افغانستان، قال اوباما ان تنظيم القاعدة "مختبئ" واصبح يجد صعوبة في تجنيد وتدريب العناصر والتخطيط لهجمات. الا انه نبه الى ان "هزيمة القاعدة ستسغرق وقتا، والتنظيم ما زال عدوا صلبا لا يعرف الرحمة ومصمما على مهاجمة بلادنا". واكد الرئيس الاميركي التزامه بالبدء في سحب القوات الاميركية من البلد الذي تستمر فيه الحرب منذ تسع سنوات، ابتداء من يوليو المقبل، الا انه اضاف ان الانسحاب لن يستكمل قبل العام 2014. واضاف ان مراجعة الاستراتيجية تؤكد انه "من اجل الحفاظ على هذه المكاسب مع مرور الوقت، هناك حاجة ملحة الى تحقيق تقدم سياسي واقتصادي في افغانستان". وحذر البيت الابيض في تقرير المراجعة من ان المكاسب التي تحققت خلال العام الماضي "هشة" ويمكن ان تتبدد. وجاء في المراجعة التي طال انتظارها ان القيادات البارزة في القاعدة في باكستان اصبحت اضعف الان من اي وقت مضى منذ العام 2001. الا ان المراجعة افتقرت الى التفاصيل والادلة الداعمة، ولم تشتمل على الانتقادات الموجهة الى حكومتي باكستانوافغانستان والتي ظهرت في الوثائق التي سربها موقع ويكيليكس خلال الاشهر الماضية. وتاتي المراجعة، وهي ثمرة شهرين من التقييم لكافة جوانب الاستراتيجية الاميركية للحرب، بعد عام شهد اعلى عدد من القتلى بين صفوف الجنود الاجانب وارتفاع عدد القتلى من المدنيين الافغان. وجاء في استعراض غير سري للوثيقة ان "الاهم ان كبار قادة القاعدة في باكستان اصبحت اضعف كما اصبحت تحت ضغوط متواصلة اكثر من اي وقت منذ فرت من افغانستان في عام 2001". واضافت المراجعة "في باكستان نحن نضع الاسس لشراكة استراتيجية تقوم على الاحترام والثقة المتبادلين من خلال زيادة الحوار وتحسين التعاون وتعزيز برامج التبادل والمساعدة". وجاء في المراجعة انه "في افغانستان توقف الاندفاع الذي حققته طالبان في السنوات الاخيرة في معظم انحاء البلاد، وتمت السيطرة عليه تماما في بعض المناطق الرئيسية، رغم ان هذه المكاسب لا تزال هشة ويمكن أن تتبدد". وجاءت هذه المراجعة التي كشف عنها اوباما والى جانبه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس، كتقرير ينقل صورة عن الحرب ولم يحمل تغييرا كبيرا في الاستراتيجية. وبدا الهدف من التقرير منح اوباما فرصة للبدء في الانسحاب المشروط الذي وعد به للقوات الاميركية في يوليو 2011، وتبديد مخاوف الجيش الذي يرى انه من المبكر جدا البدء في سحب اعداد كبيرة من الجنود من البلد المضطرب. وجاء في المراجعة ان احراز تقدم سيسمح بالبدء في "انسحاب مسؤول" للقوات الاميركية من افغانستان والبالغ عددها نحو 100 الف جندي، بحلول تموز/يوليو المقبل، رغم ان التسليم التام للمسؤوليات الامنية للقوات الافغانية لن يتم حتى العام 2014 على اقل تقدير. وتحدث التقرير بحذر عن باكستان، حليفة الولاياتالمتحدة في الحرب ضد الارهاب، في اعقاب انتقادات بشان سلامة الاسلحة النووية الباكستانية وغيرها من مجالات السياسة التي كشفت عنها الوثائق التي سربها موقع ويكيليكس وغيرها من الوثائق. وقالت ان التقدم في التحالف بين واشنطن واسلام اباد كان خلال العام الماضي "كبيرا" ولكنه "غير ثابت"، داعية الى ضرورة احداث بعض التعديلات. واضافت "على سبيل المثال، ان القضاء على ملاذات المتطرفين الامنة سيتطلب تعاونا اكبر مع باكستان على طول الحدود مع افغانستان". واشارت المراجعة الى ان التقدم في افغانستان كان واضحا جدا في المكاسب التي حققتها القوات الافغانية وقوات التحالف في اخراج طالبان من ولايتي قندهار وهلمند. ومن المرجح ان يقول منتقدو الاستراتيجية الاميركية ان هذه المراجعة تبقي اسئلة كثيرة دون اجابات ومن بينها سؤال حول ما اذا كان الجيش الافغاني وهيكليات الحكم الافغانية ستكون قوية الى درجة تمكنها من المحافظة على المكاسب التي يحققها الجيش الاميركي. وقلل مسؤولون في الادارة الاميركية كذلك من اهمية التقارير الاستخباراتية التي نقلتها الصحف والتي ترسم صورة اقل تفاؤلا عن الحرب من تلك التي يرسمها تقرير البيت الابيض. وكلف التقدم الذي تحقق في افغانستان غاليا حيث قتل خلال العام 2010 نحو 700 جندي اجنبي، اي اكثر من عدد القتلى في اي عام منذ بدء الحرب قبل تسع سنوات. كما شهد هذا العام خلافات علنية بين واشنطن من جهة واسلام اباد وكابول من جهة اخرى. كما ان الدعم الشعبي الاميركي للحرب في افغانستان انخفض بشكل كبير حيث اظهر استطلاع نشر الخميس ونشرته شبكة ايه بي سي نيوز الاخبارية وصحيفة واشنطن بوست أن 60 بالمئة من الاميركيين يعتقدون ان الحرب لا تستحق خوضها، بارتفاع سبع نقاط منذ شهر يوليو. وقال 34% فقط من الذين شملهم الاستطلاع ان الحرب الافغانية تستحق خوضها، بانخفاض سبع نقاط عن استطلاع نشر في يوليو.