واشنطن، بروكسيل، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - بعد اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما مراجعة لاستراتيجية الحرب في افغانستان ركزت على التقدم الذي حققه التحالف، قال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان وتيرة انسحاب القوات الاميركية من افغانستان والتي ستبدأ العام المقبل لا تزال غير واضحة، الا انه اعرب عن تفاؤله حول مسار الحرب. في الوقت ذاته، اكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن على ضرورة «ترسيخ» التقدم الذي احرزته قوات الحلف ضد طالبان وجعله «ثابتاً». وكان راسموسن يعلق على خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي قدم حصيلة الاستراتيجية الاميركية خلال سنة. واعتبر راسموسن في بيان ان هذه الحصيلة «تظهر تحقيق تقدم في افغانستان». وقال ان «استراتيجيتنا راسخة وتتوافر لدينا هناك الموارد الضرورية لتنفيذها». وشدد قائلاً: «اما الآن فيتعين علينا ترسيخ هذه المكتسبات وجعلها ثابتة». لكنه اعترف بأن المهمة «صعبة». وكرر راسموسن التأكيد ان الحلف الاطلسي سيستمر في دعم الحكومة الافغانية «في السنوات المقبلة» لمساعدتها على «بسط سلطتها على كل اراضي البلاد». وقال: «سنستمر في تدريب القوات الافغانية حتى تتمكن من توفير الامن للشعب الافغاني». وأوضح ان تدخل الحلف الاطلسي في افغانستان سيستمر الى ما بعد العام 2014 الذي من المقرر ان تجرى فيه «عملية نقل شاملة» للمسؤولية الامنية الى القوات الافغانية. وكان اوباما اكد ان النزاع في افغانستان ما زال يشكل مهمة «صعبة جداً»، لكن الولاياتالمتحدة «تبذل كل ما في وسعها» لتحقيق اهدافها، بعدما تلقت تقريراً عن التقويم السنوي حول استراتيجيتها في المنطقة. وفي مؤتمر صحافي للكشف عن مراجعة استراتيجية البيت الابيض للحرب، كرر غيتس التأكيد على انه تم احراز تقدم «ملموس» على الارض، الا انه اعتبر ان من المبكر تحديد عدد الجنود الذين يمكن سحبهم بعد الموعد المحدد للبدء في الانسحاب في تموز (يوليو) 2011. وأضاف غيتس انه «بالنسبة الى موعد سحب القوات، فقد اوضح الرئيس ان ذلك يستند الى عدد من الشروط». وأضاف: «اما بالنسبة الى ما ستسير عليه الامور بعد تموز 2011، فاعتقد ان الجواب هو: لا نعرف في هذه المرحلة». وينتشر حوالى 100 الف جندي اميركي في افغانستان بعد ان قرر الرئيس اوباما ارسال 30 الف جندي اضافي قبل عام في محاولة لكبح تمرد «طالبان» المتصاعد. وقال غيتس ان وتيرة الانسحاب التدريجي للقوات الاميركية وقوات التحالف ستعتمد جزئياً على جهود تدريب وزيادة عديد قوات الامن الافغانية، مشيراً الى تقدم كبير في هذا الصدد خلال الاشهر الماضية. وتوقعت مراجعة الاستراتيجية الاميركية للحرب في افغانستان خفض عديد القوات الاميركية «في شكل مسؤول» ابتداء من تموز، من دون الاشارة الى عدد القوات التي ستغادر البلاد. وذكرت الادارة ان عملية الانسحاب الاولى قد تشمل الفي جندي فقط. في غضون ذلك، أعلنت الرئاسة في اسلام اباد ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصل هاتفياً بنظيره الباكستاني آصف علي زرداري واطلعه على ابرز عناصر التقرير المرحلي السنوي حول الاستراتيجية الاميركية في افغانستان. وأضافت الرئاسة في بيان «انهما تناولا ايضاً الوضع في المنطقة». وكان اوباما دعا في كلمته، باكستان الى مكافحة معاقل المتطرفين على اراضيها معتبراً ان التقدم في هذا الصدد «لم يكن سريعاً بما فيه الكافية». الا انه رحب بالهجمات التي تشنها اسلام اباد على المناطق القبلية في شمال غربي باكستان الحدودية مع افغانستان والتي يتحصن فيها مقاتلو «طالبان» الباكستانية ويستعملها مقاتلو «طالبان» الافغانية قاعدة خلفية. وأفاد التقرير الاميركي الذي اعده فريقه المكلف الامن القومي بناء على طلب منه، ان قوات التحالف تمكنت من التصدي ل «طالبان» في افغانستان واحتواء قياديي «القاعدة» في باكستان لكن ذلك التقدم ما زال هشاً. ولم يتطرق التقرير الذي وزع على الصحافة الى التوتر الذي شاب العلاقات بين الولاياتالمتحدة والقادة الافغان والباكستانيين وكشفتها تسريبات البرقيات الديبلوماسية الاميركية حديثاً على موقع «ويكيليكس». وأكدت الرئاسة الباكستانية في بيانها ان زرداري شكر اوباما لأنه اطلعه على ابرز نقاط التقرير وان «الرئيسين اتفقا على لقاء قريب على انفراد». اعتقال ناشطين واعتقل عشرة ناشطين من بينهم رجل كان سرب وثائق من البنتاغون في شأن حرب فيتنام، امام البيت الابيض الخميس، لاحتجاجهم على الحرب في افغانستان ودفاعهم عن موقع «ويكيليكس». وفيما كشف الرئيس الاميركي باراك اوباما عن مراجعة استراتيجية الحرب في افغانستان، من داخل البيت الابيض، سار حوالى 100 من مناهضي الحرب وسط الثلوج باتجاه البيت الابيض هاتفين: «السلام الآن» ورفضوا النزول عن حافة السياج. واغلقت الشرطة المنطقة في شكل تدريجي واصطحبت عدداً من المحتجين الى حافلتين كانتا بانتظارهم. ووجه دانيال اليسبرغ، الذي كان مستشاراً حكومياً سرب وثائق من البنتاغون تكشف خطط الحرب في فيتنام، تحية لبرادلي ماننغ الضابط الشاب في الجيش الاميركي المشتبه بأنه سرب وثائق اميركية الى موقع «ويكيليكس». وتوقع اليسبرغ ان يكثف اوباما الحرب في افغانستان لأن «الرؤساء لا يحبون ان يعترفوا بخطئهم». وقال: «اخشى ان ذلك سيحدث الى حين يحذو آخرون حذو برادلي ماننغ الذي يمكن ان يؤدي به العصيان المدني الشجاع الذي قام به الى السجن المؤبد». وأشارت ميديا بنجامين مؤسسة حركة «كود بنك» النسائية للسلام الى ان افغانستان هي في اسوأ مستويات التنمية وانتشار الفساد على رغم بلايين الدولارات التي تنفق شهرياً في المجهود الحربي الاميركي.