قدم الرئيس الاميركي باراك أوباما تقويما براغماتيا للحرب في أفغانستان من خلال التنويه «بحصول تقدم» على الصعيد الميداني وفي العلاقة مع باكستان لكنه ارفقه بتحذير من «هشاشة الوضع» معتبراً ان في وسع اسلام أباد فعل المزيد. وحاول الموازنة بين أهداف الداخل والخارج، مؤكدا من جهة أن الانسحاب يمكن أن يبدأ في تموز (يوليو) المقبل ومشيراً من جهة أخرى الى ان هزيمة تنظيم القاعدة «ستستغرق وقتا». وأكد أوباما في بيان ألقاه في البيت الأبيض لمناسبة اتمام المراجعة الثانية للحرب منذ توليه الرئاسة، أن «الولاياتالمتحدة وحلفاءها يحققون تقدما مهما في الحرب في افغانستان لكن المكاسب في مناطق كثيرة هشة ويمكن ان تنتكس». واضاف «أريد ان أكون واضحا: ما زال هذا مسعى صعبا جدا. لكن بفضل الخدمة الاستثنائية لقواتنا و(مواطنينا) المدنيين على الارض يمكنني القول بأننا على الطريق لتحقيق اهدافنا... وان الولاياتالمتحدة تمضي على الطريق لبدء سحب بعض القوات الاميركية في تموز (يوليو) المقبل». واذ شدد على أهمية موضوع المصالحة في أفغانستان، أكدت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون أن «واشنطن تدرك بأنه ليس هناك حل عسكري في أفغانستان وان المصالحة يجب أن تنطلق من الداخل الأفغاني». وفي ما يخص العلاقة مع باكستان، نوه أوباما باحراز تقدم في محاربة المتطرفين «انما ليس سريعا وبدرجة كافية»، ودعا اسلام أباد الى تكثيف عملياتها للقضاء على الملاذات الآمنة للمتطرفين داخل حدودها. وقال ان الولاياتالمتحدة «ترحب» بجهود باكستان ضد المتطرفين بما في ذلك العمليات الهجومية التي شنتها في مناطق القبائل الحدودية التي يغيب عنها القانون، مضيفاً: «ولكن التقدم لم يكن سريعا بالدرجة الكافية، ولذلك سنواصل تأكيدنا للقادة الباكستانيين بوجوب التصدي للملاذات الامنة للارهابيين داخل الحدود» الباكستانية. وفي رسالة موجهة الى الداخل الأميركي، أكد أن ادارته تمضي على الطريق لبدء سحب بعض القوات الاميركية في تموز (يوليو) القادم، لكنه لم يحدد حجم القوة التي ستنسحب ولا مهمة القوات التي ستبقى، وقال «المهمة في افغانستان لا تزال صعبة وهزيمة تنظيم القاعدة ستستغرق وقتا». ونوهت مراجعة البيت الابيض بنجاح قوات التحالف في وقف اندفاع حركة «طالبان» في مناطق كثيرة، ما يضع هذه القوات على المسار لبدء تسليم السيطرة الى القوات الافغانية في 2011 رغم عوائق تشمل اعادة بناء افغانستان التي مزقتها الحرب والحاجة الى «استمرار رفض» باكستان توفير ملاذات آمنة للمتمردين. ورغم التفاؤل الحذر بعد عام من اصدار أوباما الاوامر بإرسال 30 الف جندي اضافي الى افغانستان، وصلت اعداد القتلى من المدنيين والعسكريين الى مستويات قياسية مع دخول الحرب عامها التاسع. وقال ملخص المراجعة ان تنظيم القاعدة «أضعف» مما كان عليه في باكستان، لكنه ما زال قادراعلى التخطيط لهجمات داخل الولاياتالمتحدة. واشار ايضا الى تقدم «متفاوت» في جهود الولاياتالمتحدة لحمل باكستان على ملاحقة المتشددين على امتداد حدودها مع افغانستان. وقالت ان الفساد الواسع ما زال يهدد مستقبل افغانستان.