أكد عدد من المسؤولين العسكريين والمحللين الأمنيين أن دول الخليج وقعت بالفعل على مجموعة من العقود الخاصة بأنظمة الدفاع الجوية والصاروخية، وهي على وشك توقيع عقود أخرى في المستقبل القريب، بهدف تعزيز قدراتها على مواجهة التهديدات المحيطة بها، وخاصة تلك القادمة من إيران، التي تتسع رقعة الخلاف بينها وبين الغرب على خلفية برنامجها النووي. جاءت مواقف المحليين والخبراء على هامش أعمال "مؤتمر الشرق الأوسط للدفاع الجوي و الصاروخي" الذي تنظمه مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (إينغما) في العاصة الإماراتيةأبوظبي، وفي هذا السياق قال اللواء المتقاعد، خالد البوعينين، القائد السابق للقوات الجوية الإماراتية ورئيس (إينغما) ل ( سي ان ان ) في تصريح نشرته فجر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 ، إن هناك معطى إضافي يتعلق بالتنسيق الأمني والمعلوماتي بين دول الخليج، وكذلك على صعيد مراكز القيادة والتحكم. وأضاف: "لدينا نظام متكامل وشبكة من الألياف البصرية ترتبط كافة مراكز عمليات الطيران في دول الخليج، ولدينا أيضاً تنسيق على صعيد معلومات الصور الجوية والبيانات التي تسهل الإنذار المبكر." ولفت البوعينين إلى أن الملف الإيراني يشغل المنطقة وأن جميع الدول تحاول إقناع طهران بموقف مشاريع تخصيب اليورانيوم التي تسببت بالأزمة بينها وبين المجتمع الدولي. وتابع: "نأمل بأن تنجح جهود إقناع طهران، ولكن في الوقت الحالي الأمر الأهم بالنسبة لنا هو بناء نظام دفاع جوي قوي." أما اللواء المتقاعد جون بروكس، نائب رئيس شركة "نورثروب غرومان" الأمريكية للدفاعات الجوية والصاروخية: "أنظمة الصواريخ الدفاعية تواجه بشكل فعال الصواريخ البالستية المتوسطة والبعيدة المدى، ولكن المشكلة تبقى في الصواريخ الموجهة التي يمكنها التحرك 360 درجة، وهي للأسف باتت منتشرة للغاية." من جانبه كشف اللواء المتقاعد جون يورياس، نائب مدير شركة "رايثيون" للدفاعات الجوية والتكنولوجية أن معظم دول الخليج لديها حالياً أنظمة دفاع من طراز "هوك" وقد باتت قديمة مقارنة بالمخاطر الأمنية الراهنة. وذكر يورياس أن الإمارات وقعت مؤخراً على عقد لشراء نظام "باتريوت" وستقوم شركة "رايثيون" بتوفير أجهزة الاستشعار والصواريخ وأجهزة الإمرة والقيادة التابعة له، مضيفاً أن الإمارات "مهتمة أيضاً بنظام 'ثاد' الدفاعي القادر على التصدي للصواريخ البعيدة المدى على ارتفاعات كبيرة، وتوقع أن توقع عقد شراء العام المقبل. كما كشف يورياس أن السعودية التي تمتلك نظام باتريوت، تفكر بدورها بشكل جدي بتطويره وشراء الجيل الجديد منه. وكان حفل افتتاح المؤتمر قد شهد إلقاء كلمة للواء الركن علي محمد صبيح الكعبي، نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية قال فيها إن المشكلة الأساسية تكمن في أن قدرات سلاح الدمار الشامل في تزايد متواصل. من جانبه قال اللواء الركن طيار إبراهيم ناصر العلوي، نائب قائد القوات الجوية والدفاع الجوي في دولة الإمارات إن "صواريخ العدو تشكل سلاحا أخطر من الطائرات والسلاح الجوي".