اتهم تقرير حكومي مصري الأزهر بتدريس مناهج تدعو للتطرف وتحرض على التشدد، مطالبا بإعادة النظر في المضمون الذي تقدمه المؤسسة الإسلامية العريقة لطلابها. وشدد التقرير الذي نشرت أجزاء منه الأحد 26 / 4 / 2009، على ضرورة إدخال تغييرات جوهرية على نظلم التعليم الأزهري ، مشيرا إلى ضرورة عقد امتحانات قبول في الكليات التي تتولى تخريج الدعاة, مثل: الدعوة والشريعة الإسلامية، و أصول الدين. كما طالب باختيار الكتب الدراسية في الأزهر عن طريق مسابقة بين المتخصصين المعتدلين. وقال تقرير صادر عن المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا التابع للمجالس القومية المتخصصة بعنوان "تطوير الخطاب الديني": إن هذه المقررات بحاجة إلى تنقيحها، وخاصة أن طلبة الأزهر هم الأكثر قدرة على رفع راية الدعوة بالطريقة الإسلامية السليمة الصحيحة. وتعد المجالس القومية المتخصصة الجهة الرسمية المسؤولة عن تقييم الأداء القطاعي في مصر، وهي تقدم تقاريرها وتوصياتها بشكل دوري للحكومة المصرية، علما بأن رئيسها الحالي هو كمال الشاذلي أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني، الذي جاء خلفاء لرئيس الحكومة الراحل عاطف صدقي. من جهة ثانية، وصف التقرير الخطاب الديني الحالي بأنه لا يدرك مسؤولية المجتمع متعدد الأديان والملل، ولا يعمل على غرس ثقافة احترام الآخر، وإنما يساعد على إثارة الفتن الدينية، ولا يبرز ما في الأديان من قيم مشتركة، وذكر التقرير أن الخطاب الديني يعاني أزمة أدت إلى عديد من الكوارث, من بينها: تهديد الأمن وزعزعة الاستقرار، مشيرا إلى أن اعتلاء غير المتفقهين في الدين منابر الدعوة ونشرهم المفاهيم المضللة, إضافة إلى تحويل المسائل الفقهية التي اختلف عليها الأئمة إلى ثوابت تأخذ في مقامها مقام القرآن الكريم؛ تعد من بين أسباب تعمق هذه الأزمة. وأوضح التقرير أن ضعف الخطاب الديني يعود إلى ضعف مستوى الدعاة وسعيهم إلى الحصول على مصالح شخصية من وراء خطاب دينى يحقق أهداف بعض الجماعات، إضافة إلى عدم قدرتهم على الإقناع وفقدانهم الفروق الفردية بين الناس. وأوصى التقرير بإنشاء قناة فضائية تشارك فيها الجهات والأجهزة والوزارات المعنية، إضافة إلى التركيز على الجانب المشرق للأديان فى المسلسلات الدينية والتاريخية، والتنسيق الدولي بين الدول الإسلامية وغير الإسلامية لتطوير الخطاب الديني.