شدد المسؤولون اليمنيون الاجراءات الامنية من أجل التصدي لأي تهديدات لكأس الخليج لكرة القدم التي تنطلق في بلدهم يوم الاثنين، 22 نوفمبر 2010، والتي ينظر اليها كثيرون على أنها اختبار لسيطرة الدولة على المنطقة المضطربة في الجنوب. وقال مسؤولون انه تم نشر 30 ألفا من أفراد الامن لضمان الهدوء في جنوب اليمن وهي منطقة شهدت اشتباكات دموية بينما تسعى الحكومة جاهدة لاخماد متشددين انفصاليين واخرين اسلاميين. وستقام كأس الخليج التي يستضيفها اليمن للمرة الاولى في مدينة عدن الساحلية الجنوبية في استاد لكرة القدم كان مسرحا لانفجارين الشهر الماضي ألقيت باللائمة فيهما على جماعات انفصالية وفي استاد شيد حديثا في أبين وهي محافظة جنوبية شنت القوات الحكومية فيها مؤخرا حملة لاستئصال شأفة مسلحي تنظيم القاعدة. وقال مسؤول أمني يوم السبت، 20 نوفمبر 2010، قبل يومين من انطلاق البطولة "لا توجد أي مخاوف أمنية حتى الان.. شددنا الاجراءات الامنية لطمأنة أشقائنا الخليجيين بأن كل شيء آمن." ويتوقع مسؤولون وصول نحو 13 ألف سيارة تحمل زوارا خليجيين الى اليمن لكن سكانا محليين يقولون انهم لم يروا الا القليل من السيارات. وانتشرت العشرات من نقاط التفتيش الجديدة في الشوارع الرئيسية والفنادق والاستادات الرياضية ووصل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى أبين في وقت متأخر يوم الجمعة للوقوف على الاجراءات الامنية التي خططت لمعظمها شركة أمريكية تمت الاستعانة بها خصيصا من أجل البطولة الخليجية. ويشارك في كأس الخليج ثمانية منتخبات من الدول الست الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي اضافة الى العراق واليمن في حدث يقول محللون انه اختبار لقدرة اليمنيين على ضمان الامن في الجنوب المضطرب. واتحد شمال اليمن وجنوبه في 1990 تحت حكم صالح لكن الوحدة غير المستقرة أدت الى حرب أهلية لم تستمر طويلا في 1994. ويقول كثيرون في الجنوب الذي تضم أراضيه معظم احتياطي اليمن من النفط ان الدولة تمارس التمييز ضدهم رغم استفادتها من مواردهم. ومن شأن الفشل في منع أي هجوم أثناء البطولة أن يوجه ضربة قاصمة لليمن الذي أصبح أحد أبرز مصادر القلق الامني للغرب بعد العثور في بريطانيا ودبي على طردين كانا مرسلين الى الولاياتالمتحدة أعلنت القاعدة المسؤولية عنهما الشهر الماضي. وهدد انفصاليون جنوبيون بتنظيم احتجاجات جماعية ضد البطولة التي يرون فيها خطة للترويج للوحدة تحت حكم صالح. واصيب جنديان ومدني يوم السبت اثناء قيام قوات الامن بتفريق احتجاجات في محافظة الضالع الجنوبية حيث احتج المئات من الانفصاليين الجنوبيين على استضافة اليمن للبطولة. وأصيب جنديان اخران عندما ألقى نشطاء قنبلة عليهما بعد الاحتجاج. ويتعرض اليمن لضغوط متزايدة من السعودية الجار الشمالي ومن القوى الغربية لقمع حركة الانفصال في الجنوب وتثبيت هدنة هشة مع متمردين شيعة في الشمال بغرض تركيز الجهود على التصدي للنشاط المتنامي لجناح القاعدة في شبه الجزيرة العربية والذي يتخذ من اليمن قاعدة له. وحتى مع تحول التركيز على الامن في الجنوب قبل انطلاق خليجي 20 ارتفع مستوى التوتر في شمال اليمن مع متمردين شيعة.