من لم يستع ضبط انفعالاته وهو في رحاب بيت الله الحرام فهو لمادون هذا المقام الكريم أكثر انفلاتا في الاعصاب فكيف به يعجز عن السيطره على نفسه وهو في أطهر بقاع الارض ولايكترث بعظمة بيت الله الحرام وهو الذي جاء اليه متحملا كل المشاق طلبا للمغفره والثواب من الله الغفور الرحيم. فحري بمن جاء ابتغاء وجه ربه الكريم أن يكون صبورا على ما يتعرض له وهو الذي جاء من أماكن بعيده لاداء مناسك العمره وأن يتجنب الوقوع في الاثم بكل جوارحه وأن يضبط انفعالاته ولايتعرض بالشتم للذين اكرمهم الله بخدمة البيت الحرام وضيوفه من شرطة الحرم. وهناك مع الاسف من يفعل اما عدم اكتراث أو جهلا لا لشيء انما كونهم أجبروا على التحرك في الاتجاه الصحيح لتسهيل انسياب حركة الطائفين حول الكعبه وهؤلاء يصيرون على المزاحمه طمعا في تقبيل الحجر الاسود أخذين رغبتهم الشخصيه في الاعتبار غير مكترثين لغيرهم. ان تلك السلوكيات ناتجه عن سوء فهم أو افهام لقواعد الطواف السليمه حول الكعبه فتقبيل الحجر الاسود سنه متى ماكانت الفرصه متاحه ومناسبه لكن اذا حبس المعتمر أو الحاج حابس حال دون حدوثها كالزحام الشديد مثلا ودواعي التنظيم الدقيق لحركة الطواف فلابأس من ذلك ويكتفي بالتكبير عند بلوغ الخط الاسود كما يفعل جموع المسلمين. ونقل لاي ابني أحمد ذي الاربعة عشر ربيعا الذي أدى مناسك العمره الاولى له في حياته وهي المره الاولى التي يزور فيها مكةالمكرمه كعابد يستجدي رضاءربه عزوجل في هذا الشهر الكريم نقل لي أنه أثناء الزحام في الطواف حول الكعبه المشرفه ومحاولة بعض المعتمرين بلوغ الحجر الاسود وسط الزحام ومحالة رجال الامن تنظيم عملية الطواف وانسيابها سمع أناس توجه شتائم لرجال الشرطه. فوقعت مثل تلك الشتائم على مسمع ابني وقع الصاعقه وتساءل كيف يقولون كلاما بذيئا وهم حول الكعبه ألا يخافون الله رب العالمين فقلت له مخففا من هول ماسمع ربما حرصهم على تقبيل الحجر الاسود وهم الذين قدموا من أماكن بعيده ومنع الشرطه لهم حرصا على انسياب حركة الطواف وراء ذلك وربما انهم فهموا جهلا أن تقبيل الحجر الاسود من كمال الطواف أو هكذا أفهموا من مشايخ ديارهم. يبقى القول: أن الجهات التي لها علاقه بالحج والعمره يجب أن تتوسع في ارشاداتها بالتنسيق مع كل الجهات الاخرى بزيادة نشاطها في توزيع الكتيبات الارشاديه. كما أن تضمين هذه النشرات بعناوين المواقع الالكترونيه ذات الصله فيه فائده كبرى بدءا من حصول المعتمر أو الحاج على التاشيره من خلال السفارات ومنافذ الدخول وحول الحرم وداخله بالاضافه الى التوسع عبر وسائل الاعلام والاتصال وبكل طريقة متاحه لنشر الوعي بين ضيوف بيت الله الحرام. وتبقى اشاره اخيره أن الله سبحانه وتعالى معبود في كل مكان وزمان وأن نية المسلم بالاكتفاء باداء العمره والحج مره واحده رغبة منه في عدم مزاحمة غيره ممن لم تتاح لهم الفرصه بعد فيه ان شاء الله أجر عظيم له والله لايضيع أجر من احسن عملا وهو الغفور الرحيم. (محمد السلوم)