شهد المسجد الحرام يوم أمس توافد أكثر من مليون حاج أدوا طواف الإفاضة والسعي وطواف التطوع بعد أن أكملوا نسكهم متعجلين ومتأخرين. وشهد المسجد الحرام تدفق المصلين والطائفين نحو الكعبة المشرفة بكثافة منذ الصباح الباكر، فيما شوهد آلاف الحجاج يودعون المسجد الحرام والكعبة المشرفة متأثرين ودموع الحزن تذرف من أعينهم فيما لوحظ التأثر على عدد كبير من الحجاج بعد أدائهم طواف الوداع. وبدت طلائع الحجاج المغادرين تملأ شوارع مكةالمكرمة بعضهم متوجهون للمدينة المنورة لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وبعضهم مغادرون إلى أوطانهم. وخلال الجولة شاهدنا كثيرًا من الحجاج لم يظهروا ابتسامات الفرح وهم يغادرون مكةالمكرمة بطواف الوداع بل كان البكاء والحزن سيد الموقف، حاولنا التحدث مع عدد من الحجاج فاعتذورا بسبب تأثرهم حيث كان البعض يعبر عن مشاعره بالبكاء. وكشفت جولة «المدينة» التي استمرت لأكثر من 3 ساعات داخل المسجد الحرام وساحاته وأروقته انتشار المشاهد المؤثرة وكثرة التلاوة استعدادًا للرحيل وأن يكون آخر عهدهم بالبيت عمل صالح وقربة إلى الله. ورغم امتلاء حصن المطاف بالطائفين وانتشار فرق الطوارئ والإسعاف والهلال الأحمر إلا أن الجميع في حالة جلوس ولا توجد حالات إجهاد بين الحجاج، ولوحظ توجه الكثير من الحجاج لأداء الطواف والسعي في الدور الأول والثاني والذي يقل الزحام فيه، فيما شكل أصحاب العربات إزعاجًا للحجاج في الطواف والسعي، وشوهد عدد من الشباب وهم يعرضون مئات العربات للتأجير في ظل الرقابة الغائبة من الجهات المسؤولة داخل المسجد الحرام ويستغلون الحجاج المجهدين وكبار السن في الوقت الذي كان الكثير من الحجاج يتساءلون أين الجهات المنظمة لهذه العربات. وأكد وكيل وزارة الحج حاتم بن حسن قاضي أن جميع الحجاج عادوا إلى مكةالمكرمة من مشعر منى أمس قبل غروب الشمس بعد إتمام مناسكهم وتوجه أمس أكثر من مليون حاج لأداء طواف الإفاضة والوداع وبعضهم طواف التطوع مما زاد من الكثافة العددية داخل المسجد الحرام وكانت الأوضاع ممتازة. وقال إن الوزارة بدأت فجر أمس تسيير رحلات الحجاج إلى المدينةالمنورة لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وجدة للمغادرة إلى أوطانهم بإشراف مباشر ومتابعة من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل الذي كان على اتصال دائم لمتابعة خطط تفويج الحجاج. من جانبه أوضح مدير إدارة التطويف بالمسجد الحرام الشيخ يوسف بن محمد بن سويلم أن إدارة التطويف هي إحدى الإدارات العاملة بالمسجد الحرام تحت مظلة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وهي تتولى تقديم الخدمة الإرشادية في كيفية أداء المناسك على الوجه الصحيح والشرعي لمن يحتاج إليها ويطلبها من الحجاج والمعتمرين ورواد المسجد الحرام. وأضاف أنه يعمل بالإدارة واحد خمسون موظفًا رسميًا وموسميًا خلال موسم الحج لمتابعة أعمال المطوفين الذين يقومون بتطويف الحجاج والتزامهم بما يصدر من تعليمات وضوابط ومنع من يقوم بهذه المهنة من غير تصريح وتطبيق العقوبات اللازمة على المخالفين ويتوزع عمل المراقبين على عدد من المواقع داخل وخارج المسجد الحرام. ورحب فضيلته بضيوف الرحمن ودعاهم إلى عدم التزاحم أثناء الطواف والسعي والانشغال بالذكر والدعاء أثناء أداء المناسك والالتزام بالدعاء في الطواف والسعي بما ورد في الكتاب والسنة وعدم التكلف والابتداع في ذلك. وعدم المزاحمة عند الحجر الأسود وتكفي الإشارة إليه مع التكبير عند الزحام الشديد والركن اليماني يستحب مسحه عند الطواف إن تيسر ذلك ولا يشرع تقبيله ولا يشار إليه إن لم يمكن استلامه كما لا يصح الطواف من داخل الحجر. واختتم مدير إدارة التطويف تصريحه بأن ركعتي الطواف جائزة في أي مكان في المسجد الحرام وليس بالضرورة أن تكون خلف المقام مباشرةً لما يشهده المسجد الحرام من كثافة بشرية هائلة خلال هذه الفترة. نسأل الله أن يتقبل من الحجاج حجهم ومناسكهم ليعودوا إلى أهلهم وذويهم سالمين غانمين.