ما أن ينتهي إمام المسجد الحرام من أداء صلاة الجماعة، حتى يتسمر المصلون صغارا وكبارا، لمشاهدة صحن المطاف من الأدوار العليا للمسجد الحرام، ويلتقطون صورا ويسجلون بهواتفهم النقالة، مشاهد بالفيديو للكعبة المشرفة، وحركة المعتمرين حولها، في الوقت الذي يتوجه البعض لله بالدعاء وطلب التوبة والمغفرة والعتق من النار.. «عكاظ» التقت ببعض من الذين تواجدوا على هذه الشرفات. مراقبة الطواف ووصف خالد عبد المنعم، الوصول للكعبة بأنه صعب للغاية وذلك لشدة الزحام، فيما يراقب آخرون حركة الطائفين حول الكعبة دخولا وخروجا من صحن المطاف، مستمتعين بالأجواء الروحانية والإيمانية، وقال إن النظر للكعبة المشرفة له أثر إيجابي على النفس، وهو محبب لدى كثير من زوار بيت الله، حيث يوجد على شرفات الأروقة المطلة على الكعبة حاجز من الألمنيوم بارتفاع متر للحماية من السقوط. وقال إنه يقف أمام الكعبة بعد كل صلاة ويجتهد بالدعاء وطلب الرحمة له ولوالديه فوصوله مباشرة، إلى الكعبة المشرفة صعب لشدة الزحام فهو لا يريد مضايقة المعتمرين والطائفين ببيت الله الحرام. عزة الإسلام وأشار أحمد السباعي، معتمر من جمهورية مصر، إلى أن مشاهدة الحشود الهائلة من الناس وهم يطوفون بالكعبة المشرفة، يشعرك بعزة الإسلام وبتلاحم ومحبة المسلمين بعضهم لبعض فلا فرق بين غني وفقير، أبيض أو أسود، فجميعهم سواسية خاشعين خاضعين لربهم يطلبون منه المغفرة والرحمة. فرصة عظيمة وأكد عبدالله محمد، من الجزائر، أنه يحرص مع ابنه على الوقوف ومشاهدة الكعبة بعد أداء الصلاة التي لم يكن يشاهدها إلا في التلفاز، وأضاف «إنها فرصة عظيمة ونادرة مشاهدة بيت الله، حيث تشرح النفس وتريح البال وكذلك للتأمل في جنباته» مبينا بأنه يعمل على الشرح لابنه عن الركن اليماني والحجر الأسود ومقام إبراهيم، ومشاهدة القبب الخضراء القديمة بالرواق العثماني، كما يتصور مع ابنه بواسطة جهاز الهاتف للذكرى ليراها الأصدقاء في الجزائر عند عودتهم إن شاء الله. تعلق القلوب من ناحية أخرى، أوضحت دراسة حديثة أن مشاعر البلد الحرام لها أكبر أثر نفسي كبير على الحاج والمعتمر، وأن منظر الكعبة، وما يليه مشعر عرفة، ثم رؤية المسجد الحرام، بينما كانت أقل المشاعر تأثيرا الركن اليماني. وقال نائب مدير إدارة البحوث والدراسات الاجتماعية بمشروع تعظيم البلد الحرام، وصاحب الدراسة عبدالله الطارقي، إن للبلد الحرام أثرا على أهله والوافدين إليه عبر القرون، وذلك من بقايا الاستجابة الربانية لدعوة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام، عندما دعا ربه وقال «فاجعل أَفئدة من الناس تهوِي إِليهم» فتعلقت القلوب بهذا البلد الحرام. وذلك التعلق له أثر على النفوس وبالتالي على سلوك الوافدين والساكنين والمجاورين لهذا البيت.