على مدى 19 عاما مضت, لم تنقطع آمال سكان قرية الجويني من الحصول على الهوية الوطنية، حيث رفعوا شكواهم إلى هيئة حقوق الإنسان التي ستزورهم الأسبوع المقبل. وتقع قرية الجويني 130 كيلو مترا شرقي مدينة الليث (جنوب السعودية), والتي لا يحمل أفرادها أي هوية تثبت انتماءهم للسعودية رغم الشكاوى والخطابات التي رفعها الأهالي على مدى 19 عاما، حيث ارتفع العدد من70 شخصا إلى 800. ووفقا لأهالي القرية, فإن تفاصيل القصة تعود إلى نزوح قبيلتي بني عدوان وبني حسن من قرية الدرب جنوبيجيزان إبان حرب الخليج الثانية واستقرارهم في الجويني التابعة لمركز الجائزة دون أن يكون لهم هوية سابقة, ليظلوا على هذا الوضع منذ ذلك التاريخ, باستثناء أربعة أو خمسة أشخاص حصلوا على الجنسية السعودية, مع وجود أفراد من القبيلة لا تزال معاملاتهم منظورة في كل من مكةالمكرمة وعسير وجيزان. ويقول الشيخ علي الحسني شيخ القبيلة ل (عناوين): "رحلنا منذ عقدين من أطراف قرية الدرب في جيزان ومكثنا هنا لعلنا حينما نقترب من مدينة الليث نجد من يسمع شكوانا ويئن لمبتلانا, حيث إنني حتى الآن لم أحصل على مساعدة الضمان الاجتماعي طوال حياتنا, وليس لدينا مصدر رزق يزيح إثم الفقر الجاثم عن صدورنا". ثم توقف قليلا ليسمع نداء ابنه الصغير يطالب بإعطائه نقودا لشراء قطة حلوى من البقالة المجاورة، لكنه تجاوز النداء كأنه لم يسمع شيئا ليجهش في بكاء مخنوق اخترق حاجز الرجولة، ثم صمت برهة, وقال:"كل ما نريده أن نجد من يسمع شكوانا في الجهات الحكومية والخدمية, فقريتنا ليس فيها خدمات، وحينما مرض أحد أبنائي عالجته بطب شعبي". ويشير الحسني إلى أنه يعيش في منزل متواضع من القش والخرق البالية, وقد عانى طويلا ليبني منزله المتهالك، لأنه لا يملك من حطام الدنيا شيئا ولا يريد إلا الستر، ويؤكد الحسني أن قريتهم يقطنها أكثر من 25 أسرة ينتمون إلى قبيلة الحسني النازحة من الدرب قبل ثلاثين سنة. من جانبه أكد المشرف على جمعية حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة الدكتور حسين بن ناصر الشريف, أنهم سيزورون القرية الأسبوع القادم للاطلاع على الوضع المعيشي لهم وحل مشكلاتهم.