قررت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة تنفيذ زيارة ميدانية لقبيلتي العدوان والحسانية اللتين تقطنان في قرية جوانة بمركز الجائزة (شمال شرق محافظة الليث)، على خلفية مطالبة أفراد القبيلتين من الجهات المعنية النظر في عدم حيازتهم أوراقاً ثبوتية. ويأتي هذا التحرك تجاوباً مع مانشرته صحيفة «الحياة» (رقم العدد وتاريخ) بشأن معاناة أفراد القبيلتين من عدم حيازتهم على الهوية الوطنية، ما سبب لهم مشكلات متشعبة مع الجهات الخدمية. وقال رئيس جمعية حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة الدكتور حسين الشريف ل«الحياة»: «سنبدأ زيارة مقر القبيلتين مطلع الأسبوع المقبل. وسنقف على أرض الواقع للتعرف على أهم مشكلاتهم ومطالبهم». وفي تطور لافت للقضية بدأت وكالة الأحوال المدنية عبر أحوال محافظة الليث إحالة أفراد القبيلتين إلى أحد المستشفيات لطلب تقرير «سن». وأكد مصدر طبي ل «الحياة» أن تقرير التسنين يحدد في العادة عمر المطلوب تسنينه باليوم والشهر والسنة، وبنسبة عالية من الدقة. وكان الشريف وعد في تصريح سابق إلى «الحياة» بزيارة أفراد القبيلتين في أقرب فرصة ممكنة، مشيراً إلى أنه ليست لدى الجمعية أي معلومات كافية بشأنهم، وطالبهم برفع أوراقهم إلى الجمعية. وتعود تفاصيل قضية قبيلتي العدوان والحسانية إلى نزوح أفراد القبيلتين خلال أزمة الخليج الأولى من محافظة الدرب في منطقة جازان إلى مركز الجائزة في محافظة الليث حيث يقطنون حالياً، إلا أنهم على رغم اعتراف شيخ قبيلتهم بهم من ضمن أفراد قبيلته إلا أنهم لم يحصلوا بعد على أوراق ثبوتية (هوية وطنية). وتمتد معاناة أسر القبيلتين لتصل إلى المطالبة بإنشاء مساكن مناسبة لهم، وتأمين مستلزمات غذائية عاجلة لانتشالهم من الحال التي يعيشونها، إضافة إلى منحهم ولو استثنائياً بطاقات خاصة تمكنهم من العمل والتنقل داخل السعودية، وإلغاء أوراق التجوال التي يحملونها وتعطيهم حق التنقل داخل محافظة الليث فقط، إذ يعاملون إذا تجاوزوا المحافظة معاملة مجهولي الهوية. وأكدت مصادر رسمية ل «الحياة» سابقاً أن معاملة القبيلتين منظورة في كل من مكةالمكرمة وعسير وجازان، وصدرت بحقهم توجيهات من وزارة الداخلية تقضي باستفادتهم من الخدمات الصحية والتعليمية أسوة بالمواطنين. فيما أكد مشرف تعليم الكبار في إدارة التربية والتعليم في محافظة الليث محمد ختيم المالكي أن أفراد القبيلتين الذين لا يحملون بطاقات سعودية لهم كامل الحق في إكمال دراستهم حتى المرحلة الثانوية، إلا أنهم لا يحصلون على شهاداتهم التعليمية حتى اكتمال أوراقهم الثبوتية. وقال: «فتحت لهم حالياً فصول محو الأمية حتى يحصل أكبر عدد منهم على التعليم المناسب». ويبلغ عدد الأسر النازحة نحو 95 أسرة بتعداد يصل إلى 900 شخص، ويتراوح عدد أفراد الأسرة الواحدة بين أربعة و 20 فرداً يسكنون داخل صنادق خشبية مصنوعة من شجر الأثل ومغطاة ببعض الحشائش اليابسة.