يزور المشرف العام على الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور حسين الشريف بعض أسر «النازحين» إلى محافظة الليث من قبيلة العدوان الذين لا يملكون أوراقاً ثبوتية، لاتخاذ السبل المناسبة لحل قضاياهم ومتابعتها أولاً بأول مع الجهات المختصة والسعي لحلها. وكانت مجموعة من قبيلتي العدواني والحسانية قد طالبت بتحسين أوضاعها المعيشية، ومنحها بطاقات هوية وطنية سعودية، إذ إنهم لا يملكونها منذ أن نزحوا بعد أزمة الخليج الأولى من منطقة الدرب في جازان إلى قرية الجويني شرق محافظة الليث. ووعد الدكتور الشريف أفراد القبيلتين ببحث مشكلتهم مع الداخلية ومعرفة ملابسات القضية وأسباب تأخير حصولهم على الهويات الوطنية، فيما أكدت مصادر رسمية أن معاملة القبيلة منظورة في كل من مكةالمكرمة وعسير وجازان، وصدرت بحقها توجيهات سابقة من وزارة الداخلية تقضي باستفادتها من الخدمات الصحية والتعليمية أسوة بالمواطنين. وأكد مدير الإعلام التربوي بإدارة تعليم الليث حامد الإقبالي ل (عناوين) أن أفراد القبيلتين المذكورتين الذين لا يحملون بطاقات سعودية لهم كامل الحق في إكمال دراستهم حتى المرحلة الثانوية، إلا أنهم لا يحصلون على شهاداتهم التعليمية حتى اكتمال أوراقهم الثبوتية. وقال : «فتحت لهم حالياً فصول محو الأمية حتى يحصل أكبر عدد منهم على التعليم المناسب». ويبلغ عدد الأسر النازحة نحو 95 أسرة بتعداد يصل إلى 900 شخص، ويتراوح عدد أفراد الأسرة الواحدة بين أربعة و 20 فرداً يسكنون داخل صنادق خشبية. وتمتهن تلك الأسر بشكل أساسي بيع الفحم، إلا أنهم فقدوا مصدر رزقهم وباتوا بالكاد يجدون قوت يومهم، ولم يعد في استطاعتهم العمل في هذه المهنة، بعد صدور التوجيهات الحكومية الأخيرة التي تمنع الاحتطاب. ومن أهم مطالب أفراد أولئك الأسر منحهم بطاقات أحوال وطنية، خصوصاً وأن شيخ قبيلتهم اعترف بهم ضمن أفراد قبيلته، ويقول أحمد سالم العدواني «البطاقة الوطنية أهم مطالبنا، والأحوال المدنية في محافظة الليث تطالبنا بإحضار شهود إثبات، فأحضرنا لهم شهوداً من أبناء قبيلتنا الذين يحملون بطاقات، ولا نزال ننتظر». وتطالب الأسر بإنشاء مساكن مناسبة لهم، وتأمين مستلزمات غذائية عاجلة لانتشالهم من الحال التي يعيشونها، إضافة إلى منحهم ولو استثنائياً بطاقات خاصة تمكنهم من العمل والتنقل داخل السعودية، وإلغاء أوراق التجوال التي يحملونها والتي تعطيهم حق التنقل داخل محافظة الليث فقط.