أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" استشهاد أحد القياديين في كتائب "عز الدين القسّام" - الجناح العسكري للحركة الفلسطينية - نتيجة قصف جوي نفذته طائرات حربية إسرائيلية على وسط قطاع غزة، السبت31 يوليو 2010. وفيما توعدت "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، بالانتقام لمقتل "عيسى عبد الهادي البطران"، المعروف باسم "أبو بلال"، ويبلغ من العمر 40 عاماً، فقد برر الجيش الإسرائيلي أن القصف يأتي رداً على إطلاق صاروخ من قطاع غزة، سقط على مدينة "عسقلان" جنوبي الدولة العبرية. وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة الجوية استهدفت موقعاً يضم "مصنعاً للأسلحة"، في وسط غزة، ضمن سلسلة من الغارات التي بدأتها منذ مساء الجمعة، رداً على تجدد إطلاق الصواريخ من القطاع الفلسطيني، الذي يعيش سكانه تحت حصار شامل منذ ما يقرب من أربع سنوات. كما أفادت مصادر بحركة حماس بأن الطائرات الإسرائيلية نفذت غارات جوية عدة على مناطق متفرقة من القطاع، ما أسفر عن سقوط قتيل واحد على الأقل، وإصابة ثمانية آخرين. وجاء في بيان لكتائب القسام، نقله "المركز الفلسطيني للإعلام"، المقرّب من حماس، أن "الشهيد (البطران) التحق بزوجته وأولاده الخمسة، الذين استشهدوا في قصف صهيوني استهدف منزلهم خلال الحرب الصهيونية على قطاع غزة بداية العام الماضي". وأكد البيان أن "هذه الحماقة الجديدة لن تمر مرور الكرام"، وقال: "نعاهده وكل الشهداء أن نثأر لدمائهم الطاهرة، وأن نبقى على طريق ذات الشوكة، حتى يتحقق لنا النصر المؤزر بإذن الله". وعلى الجانب الاخر، ذكر الجيش الإسرائيلي أن الضربات استهدفت مراكز "للنشاطات الإرهابية" على حد وصفها، تابعة لحركة حماس، وذكرت أن الغارة الأولى استهدف قاعدة ل "حماس" في شمال القطاع، بينما ضربت الثانية مصنعاً لإعداد المتفجرات، وأصابت الثالثة نفقاً عند الحدود مع مصر في رفح بجنوبي القطاع. وذكر مراسلو القنوات الفضائية أن إحدى الغارات أصابت مدرجاً يقع بالقرب من مجمع كان يستخدمه الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، قبل أن تسيطر عليه "حماس". من جانبها، قالت أوساط الحركة إن الموقع المستهدف هو "مجمع أنصار الأمني" غرب مدينة غزة، حيث أصيب ثمانية من أفراد الأمن العاملين في وزارة الداخلية من جرّاء القصف. وكانت إسرائيل قد حمّلت حركة حماس مسؤولية إطلاق صاروخ "غراد" على مدينة عسقلان، وقذائف هاون على الأراضي الإسرائيلية صباح الجمعة، في رسالة احتجاج نقلتها مندوبة إسرائيل الدائمة لدى الأممالمتحدة، غفريئيلا شاليف، إلى السكرتير العام للمنظمة الدولية "بان كي مون". وأدى الصاروخ الذي استهدف عسقلان إلى إثارة ذعر أولياء أمور الطلاب الذين قالت لجنة تنطق باسمهم إنها لن تسمح ببدء السنة الدراسية، ما لم يتم حل مشكلة تجهيز المدارس بوسائل الوقاية.