روت جزائرية متحولة جنسيا فى كتاب قصة نضالها كي تتحول الى امرأة بعد أن كانت ذكرا متجاوزة كل العقبات , في خطوة جريئة وغير مسبوقة في العالم العربي. وسردت رندا الترانس , فى كتاب بعنوان (مذكرات رندا الترانس) مواجهاتها مع العائلة والمجتمع والدين وسوء المعاملة في بلدها الأم الجزائر لاختيارها التحول جنسيا من رجل الى امرأة. وقالت رندا , التي سماها والداها فؤاد عند الولادة فى الكتاب الذى وضعه الصحفي والكاتب اللبناني حازم صاغية:" في يوم من الايام وضعت علبتي دواء على الطاولة في غرفتي وأدركت أن علي ان اختار". وتابعت: "يمكنني ان اختار الموت من خلال ابتلاع علبة الدواء كاملة او ان ابدأ بعلبة الهرمونات وأن أحيا كأمراة مع امكانية أن أموت على يد شخص آخر". وقد اجبرتها تهديدات متواصلة بالقتل العام الماضي على مغادرة وطنها والتوجه مع تأشيرة دخول اوروبية غير صالحة الى لبنان حيث لها اصدقاء. وقالت راندا عن ذلك : "كنت أتلقى تهديدات منذ فترة طويلة.. الأمن العام في الجزائر أعد ملفا حولي وتلقيت تحذيرات من بعض الجماعات الاسلامية". وأضافت: "في أبريل الماضي أعطيت انذارا مفاده اما أن أغادر البلاد في غضون عشرة أيام أو سأقتل". وتعيش رندا النحيلة التي تتحدث بصوت خافت، في بيروت وتستعد لاستكمال الجراحة التي ستحولها الى انثى. وفيما تجرم القوانين اللبنانية العلاقات الجنسية بين المثليين الا انها لا تذكر عمليات التحول الجنسي. ويعتبر المجتمع اللبناني أكثر انفتاحا من غيره من مجتمعات الجوار في هذا المجال، فيما يشجع صيت الاطباء اللبنانيين اشخاصا من ميول وهويات جنسية مختلفة على اللجوء الى هذه المدينة. وأوضحت رندا "يسألني الناس لم قد يتخلى شخص عن كل الامتيازات التي يحظى بها الرجل كي يعامل أسوأ من النساء اللواتي يلدن نساء". وأردفت: "يجب أن نجعل الناس يدركون أن كلمة (المتحول جنسيا) لا تعني الجنس ولا علاقة لها باللذة الجسدية..انها مرتبطة بالهوية". من جهته قال نويل نخول , الاخصائي الذي يعمل مع اشخاص يشككون بهوياتهم الجنسية:"ان لبنان رغم غياب الدراسات هو الأكثر جذبا للمجموعات المهمشة في المنطقة .. بشكل عام يشعرون انه بلد اكثر ديموقراطية اقله على الصعيد الاجتماعي.. انه بلد معروف بتعدديته خصوصا عندما يكون الخيار الاخر انظمة توتاليتارية مثل ايران". وفيما تعاقب ايران المثلية الجنسية بالاعدام فان تغيير جنس الشخص مسموح بموجب فتوى دينية في الجمهورية الاسلامية التي تعتبر ثاني اكبر دولة تشهد عمليات تحول جنسي بعد تايلاند. فيما قدر الجراح انطوان عيد "ان واحدا من كل خمسين لبناني يعاني بمستويات مختلفة من ارتياب في هويته الجنسية. وقال:" يأتي أشخاص باعداد متزايدة الى لبنان لاجراء هذه العمليات لأن القانون لا يحظرها والقطاع الطبي يتمتع بسمعة عالية" من دون ان تتوافر لديه ارقام على هذا الصعيد. لكنه أضاف: "نحن نختار بدقة المرشحين لجراحة من هذا النوع ومن الضروري اتباع علاج نفسي لمدة سنة على الاقل قبل اتخاذ القرار". وفي المجتمعات العربية المتراصة عائليا يصر عيد على ضرورة ان يحصل المرضى على دعم عائلاتهم قبل الابحار في هذا المسار الطويل والمؤلم. لكن بالنسبة لرندا التي تكتفي بالقول عن عمرها انها في "العقد الثالث"، فان موافقة العائلة امر غير وارد بتاتا. وأوضحت "لا يمكنني ان اخبرك كم مرة اهم بالاتصال بشقيقاتي لكني اقفل الخط قبل ان يبدأ الرنين. لو فعلت لقضيت على حياتهن. لقد خسرت كل شيء. لم يعد لدي شيء أخسره". وتساءلت :"ماذا عساي أخسر بعد الآن اذ كان المجتمع ينبذني؟. وتنشط في لبنان جمعية (حلم) للمثليين والمتحولين والمزدوجين جنسيا، فيما تتوافر في بيروت مقاه تستقبل هؤلاء الاشخاص. وتنظم الجمعية بانتظام نشاطات بمناسبة اليوم العالمي لرهاب المثلية. لكن رغم ان بيروت هي اكثر ليبرالية مقارنة بجيرانها في الشرق الاوسط المحافظ، الا انه لا يمكن اعتبارها منفتحة جدا في هذا المجال. وقالت رندا انها من خلال (حلم) تناضل من اجل زيادة الوعي بقبول المتحولين جنسيا. لكنها أضافت "احيانا اريد ان اتخلى عن كل شيء وارحل لكنني اعرف اني لو فعلت ذلك ساعود". وتختم قائلة "الحرية لا تعطى للمرء. يجب ان يجهد للحصول عليها مهما كانت المخاطر احيانا. ولا يمكننا الاستسلام الان".