أصدر قاض لبناني حكما بحبس ربة منزل وتغريمها مبلغا ماليا لصالح عاملتها السريلانكية، بعد إدانتها بتهمة ضرب الخادمة، ما يشكل خطوة نادرة في بلد تشكو جمعيات حقوق الإنسان من سوء معاملة العاملات الأجنبيات فيه. وأمر القاضي جان طنوس المكلف بالدعاوى الجزائية في مدينة جبيل (شمال بيروت)، بحسب ما جاء في نص الحكم الذي اطلعت عليه (فرانس برس)، الجمعة 25 يونيو 2010، بحبس المدعى عليها ج.س (مواليد 1969) لمدة شهر، لانها "دأبت على ضرب المدعية" سامانتي وارناكولا سورييا (مواليد 1983) وتحمل الجنسية السريلانكية، و"معاملتها بقسوة". كما حكم "بمنعها من الدخول طرفا في عقد عامل أو عاملة في الخدمة المنزلية بصفة رب عمل أو كفيل لمدة خمس سنوات". ونص الحكم على أن تدفع المدعى عليها غرامة قيمتها 10 ملايين ليرة لبنانية (نحو 6600 دولار) لصالح العاملة. وأوضح القاضي أن سامانتي تعرضت للضرب وسوء المعاملة خلال فترة عملها لدى المدعى عليها بين ديسمبر 2004 ومايو 2007، كما كانت مستخدمتها تمنعها من الخروج من المنزل. ودفع ذلك العاملة إلى الهرب والتوجه إلى سفارة بلادها التي أرسلتها الى جمعية كاريتاس الخيرية، حيث عاينها طبيب شرعي واتضح أنها "مصابة بخدوش وجروح وكدمات ورضوض في كافة أنحاء جسمها، منها ما هو حديث، ومنها ما يعود إلى أشهرعدة". وتولى القضية أمام القضاء محام من فريق عمل مركز الأجانب في "كاريتاس"، وتقوم كاريتاس بحملة توعية "من أجل حقوق العمال الأجانب في لبنان". ويبلغ عدد العمال الأجانب في لبنان حوالى 200 ألف قدموا بصورة شرعية أو غير شرعية غالبيتهم من النساء القادمات من سريلانكا وإثيوبيا والفلبين. وتشكو جمعيات حقوق الإنسان من أن العاملات في المنازل يجبرن على العمل كامل أيام الاسبوع، وتصادر جوازات سفرهن، وفي بعض الأحيان تمنع عنهن الرواتب المستحقة. كما أن العديد منهن يتعرض لسوء معاملة واعتداءات وحرمان من أبسط الحقوق. وفي قضية تولتها كاريتاس أيضا، صدر في ديسمبر 2009 حكم على ربة منزل لبنانية بالسجن لمدة 15 يوما بعدما ضربت عاملتها الفلبينية لمدة سنتين.