سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعلامي عبد العزيز العيد عضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين يفتح النار في الاتجاهات كافة ويقول ل (عناوين): أطالب بتغيير اسم هيئة الصحفيين السعوديين إلى هيئة رؤساء تحرير الصحف السعودية القدامى
** بعيداً عن (ربكة) العمل الإداري، و(كآبة) الأخبار، و(مزالق) الإعلام.. من أنت لمن لا يعرفك؟ أنا عبد فقير لله ومواطن سعودي أعتز بمواطنتي وأحاول قدر المستطاع أن أكون عند مستواها. ** كمذيع شاب.. هل تراودك أحلام بأن تتقدم في عملك، وأن يرتفع سقف طموحك إلى ما لا نهاية، وأن هذا ما لا يتحمله أو يستوعبه التلفزيون الرسمي؟ طبعاً.. من طبع الإنسان أن يحلم بالأفضل، وشأني أن أتقدم وأتطور في مهنتي التي أعمل فيها وأحبها، لا سيما وأنا أملك الآن 25 عاماً من الخبرة في مجال الإعلام الإذاعي والتلفزيوني، وأمر طبيعي أن أحلم وأن أطمح إلى فهم ما يرغبه المشاهد وما تحتاج إليه الساحة الإعلامية حالياً، وأكبر طموح لي الآن هو مشروع تلفزيوني أو برنامج يحتاج إليه الوطن في هذه المرحلة، سواء عبر القناة الرسمية أو خارجها، لا سيما ونحن في عصر الاحتراف في العمل. ** لماذا يتكوّن لدينا انطباع بأن المذيع السعودي قارئ جامد لأخبار مملة، أو أنه مقدم لبرامج معلّبة وميتة في المفهوم الإعلامي, ألا تستفزكم معشر المذيعين السعوديين الحركة الجميلة، والابتسامة كبقية خلق الله؟ هذا سؤال يُطرح بشكل موسع.. وهو سؤال له أساس من الصحة والطرح في بعض جوانبه، وهو ليس (مفترى) على المذيعين السعوديين، ويقال لنا بين الحين والآخر من مشاهدين كثر، لكن قراءة الأخبار ليست لهذه الدرجة من الجمود والكآبة، والآن أصبحنا نستطيع التحرر، حيث صدر بذلك أمر رسمي، لكن لنكن منصفين، نحن كمذيعين للأخبار يحكمنا النص الذي نقرأه، ولا نستطيع التحرّر من نص مكرر في الصياغة والمضمون، ويستوجب عدم اختصاره، بل القراءة الجادة له، لكنني كمذيع أحاول ما وسعني من الجهد أن أتحرر من هذه التهمة في قراءة خبر يحتمل الابتسامة، كما أحاول الاختصار على الهواء في بعض الأحيان، لكن بعض الأخبار لا تستطيع التخلص من صرامة لغتها، ومن الطابع الذي يحمله الخبر الرسمي الذي يمثل وجهة نظر الدولة. ** ما حقيقة ما يقال عن صراع المذيعين والشللية في التلفزيون والإذاعة وعدم فرحتهم بكل صوت جديد؟ صدقني ليس الأمر بهذه الصورة القاسية، هو مجرد تصرفات شخصية قليلة تنمّ عن شخصية الإنسان التي يقوم بها، أنا أؤمن بمنح الأصوات الصغيرة الحرية لتحلّق في سماء الإبداع، ويشهد زملاء عملت معهم على ذلك، بل إنني أدعم كل صوت شاب يحمل مشروعه الإبداعي. ** نجحت في تقديم بعض البرامج المنوعة في التلفزيون السعودي، مثل (أحلى الليالي)، ثم ما لبثت أن اختفيت منه، وظهر لنا مقدم آخر، وبعدها نُسي وتلاشى البرنامج.. ما السبب في إضعاف مثل هذه البرامج الناجحة وإبعاد مقدميها؟ كلها إشكاليات وخلافات إنتاجية تحدث بين أعضاء التقديم والإعداد والإخراج، وبما أنك ذكرت برنامج (أحلى الليالي) فقد نجح في البداية بشكل كبير لتوافر عوامل النجاح كبرنامج مباشر بعد أن توقفت البرامج المباشرة عن التلفزيون السعودي لمدة سبع سنوات، ولم يكن الانسجام بالشكل المقنع بين الإعداد ومقدم البرامج، فهم يفرضون آراءهم، وينسبون لهم الإعداد، رغم أنني مشارك في إعداد كل فقرات البرنامج، وعندما شعرت بهذه المضايقات قدمت اعتذاري، ثم ترنح البرنامج وسقط، وأرجو الاستفادة من مثل هذه الأخطاء، فكرسي المذيع ليس كرسي حلاق يستطيع كل واحد الجلوس عليه، فهذا أسلوب خاطئ، وأتمنى أن نصل إلى النهج الاحترافي الإعلامي في الغرب، فالمذيع هو من يحقق الشهرة والسمعة للبرنامج، والجمهور يراهن على المذيع، أما الإعداد والمخرج فلا أحد يسأل عنهما، واسم المذيع هو الجاذب للبرنامج ويضمن التواصل الجيد والسمعة الحسنة، لذا نجاح المذيع يتطلب بقاءه واستمراره، وهناك برامج في التلفزيون والإذاعة السعودية تتوقف بسبب مزاجية المسؤول، الذي يقرر التوقف دون استشارة أحد، حتى لو كان البرنامج ناجحاً، ولا يهمه صوت الجمهور ومدى متابعته، بل يُحدث تغييراً عشوائياً وفق مزاجيته بلا دراسة علمية يبني عليها القرار، وبلا عمل مؤسساتي يتواصل مع الجمهور ويلمس رغبتهم، وهناك أيضاً جانب مهم، وهو أن بعض البرامج تتوقف بسبب ظهورها ونجاحها في عهد مسؤول سابق، فيغار المسؤول الجديد ويصدر قراراً بتغيير البرنامج ثم يوقفه نهائياً. ** كعضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين في دورته الثانية.. كيف ترى دورها حالياً؟ مع الأسف هيئة الصحفيين السعوديين لم تؤدِ دورها في هذه المرحلة على الإطلاق، ففي الدورة الأولى قبلنا دورها كمؤسسة مدنية حديثة ضمن مشروع إصلاحي وطني كبير، لكن الآن في الدورة الثانية يجب أن يتغيّر دورها للأفضل، ويجب أن تمثل مختلف شرائح المنتمين إلى الوسط الإعلامي، وتتبنّى قضاياهم، وليس مجرد بعض المنتمين إلى الصحافة الورقية، بل تشمل على سبيل المثال المنتمين إلى الصحافة الإلكترونية، والإعلاميين في الإذاعة والتلفزيون، فالمفهوم الصحفي هو شامل لكل من يعمل في الإعلام ويعدّ صحفياً ومن حقه أن ينضم للهيئة. ** لكن الهيئة حالياً تضم أغلب الصحفيين والإعلاميين المتفرغين للعمل ولا ترفض أحداً ممن تنطبق عليه شروط العضوية، والدليل أنك لا تنتمي للعمل الصحفي بمفهومه الورقي المتعارف عليه، ومع ذلك أتيحت لك الفرصة العادلة لخوض الانتخابات والترشّح كعضو مجلس إدارة، كما أن للهيئة بعض الجهود البارزة كإنشاء مبنى لها، وتقديم بعض الخدمات والجوائز لتحفيز أعضائها؟ لك الحق في أن تذكر ما تريده عن الهيئة، لكنني لا أرى شيئاً واضحاً كإنجازات كبيرة، نعم لها مبنى أنشئ وموجود كمقر جميل يشد أنظار سائقي السيارات المارين بالقرب منه فقط، أما الكفاءات الإعلامية الموجودة فيها فهي معطلة. ولمعلوماتك أنا أنتمي إلى العمل الإعلامي بمفهومه الكبير وليس الصحفي الضيق فقط، فكل مُنتج إعلامي ينتج مادة إعلامية هو صحفي، وآلية عملنا واحدة. ثم أنا جئت لمجلس الإدارة بالانتخاب العادل، وحزت المركز السادس دون تحالف مع أي شخص أو جهة معينة كما يفعل غيري من المنتمين للمؤسسات الصحفية، وقد نجحت باسمي وسمعتي الحسنة، وأشكر من انتخبني وأعتذر عن عدم تحقيق تطلعاتهم. لكن هناك من يحاول الربط بين الفهم الضعيف للعمل الصحفي الإعلامي وبين دعمي من وزارة الثقافة والإعلام، حتى إن بعضهم يقول إنني عين الوزارة في الهيئة، وهذا غير صحيح، فالوزارة لا دخل لها في انتخابي، بل أنا أمثل نفسي، والدليل أن الوزارة لا تتدخل في الاجتماعات وغيرها، ثم أنا لست (مكلوف) بالرد على الانتقادات التي توجّه للوزارة، وبعض الكتاب الصحفيين كتب عني أنني خارج الوسط الصحفي وجاسوس، وقال في مقاله: (وشلون دخل هذا الهيئة). ** طيب.. ما التطلعات التي كنت تطمح إلى تحقيقها من خلال الهيئة ولم تتمكن؟ لعلمك العمل في مجلس إدارة الهيئة عمل تطوعي لا آخذ عليه شيئاً، وأنا قررت الانضمام إلى الهيئة ليس لهثاً وراء الشهرة أو البُعد المادي، بل للعمل الحقيقي في إنجاز مشروع مهنة آمنة للصحفيين وبيئة عمل تطور من قدراتهم وإمكاناتهم، لكن هذا لم يتحقق، ولا بد من أن نقف نحن أعضاء مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين الحاليين جميعاً مع النفس قليلاً، ونتساءل ماذا صنعنا لزملائنا الصحفيين الآخرين؟ وماذا قدمنا للمهنة؟ الجواب بكل تأكيد هو لا شيء، فالهيئة أصبحت مجرد بروفة أولى وثانية، وستكون ثالثة في اللعبة الانتخابية القادمة، وتتحوّل إلى وجاهة لبعض رؤساء التحرير القدامى، فلماذا يُحرم الصحفي المتعاون من الانتخاب والتصويت وهو الأحق من غيره؟ لماذا لا تتغيّر الأسماء في مجلس الإدارة غير القادرة على العمل بشكل مؤسساتي وتستمر محتكرة الدورات الحالية والقادمة رغم أنها لم تقدم شيئاً يُذكر للصحافة في الوطن؟ أنا أطالب بتغيير اسم هيئة الصحفيين السعوديين إلى هيئة رؤساء تحرير الصحف السعودية القدامى، على اعتبار أن مشكلة الهيئة الرئيسة هي أن الموجود فيها حالياً هم رؤساء التحرير فقط ممن ليست لديهم مشكلة الصحفي الحقيقي ولا يعانون مثله، كذلك عدم وجود صحفيين محترفين يديرونها ويتلمّسون معاناة زملائهم بصدق واحترافية تساعد على خلق وظيفة صحفية آمنة جاذبة، لأن الوظيفة الآمنة حالياً هي خارج نطاق الصحافة، لذا فإن مسؤولية الهيئة هي العمل على توفير مهنة آمنة برواتب جيدة ووضع قوانين عمل منصفة، وليس حسب مزاج رئيس التحرير، الذي يفصل الصحفي على (كيفه) ولا يحاسبه أحد. ** كل هذه التطلعات تحتاج إلى وقت لإنجازها ولا يمكن أن تتم في وقت قصير من عمر الهيئة، فهل طرحت مثل هذه المقترحات في اجتماعات مجلس إدارة الهيئة ولم تنفذ؟ ليس في الهيئة أجندة واضحة للاجتماعات، فنحن الآن ندخل في الشهر الرابع ولم نجتمع، ولم ندخل مبنى الهيئة، ولا نملك صلاحيات، ولا مكاتب خاصة، فهل المطلوب أن أمارس عملي من البيت رغم مبنى الهيئة الجميل الذي لا يعمل فيه أحد حالياً؟ لا بد من وضع نظام جديد للهيئة بحيث لا تقتصر على رؤساء التحرير الذين تنتخبهم مؤسساتهم وتصبح انتخابات كلاكيت أول مرة وثاني وثالث مرة كما في المشاهد السينمائية، وأنا هنا أتكلم بصراحة لمصلحة الوطن، أما وجاهة رؤساء التحرير فتكون في صحفهم لا في الهيئة؛ حتى لا تتشابك حقوق الصحفيين مع مصالح الصحف، وأنا أتطلع إلى التغيير نحو الأفضل في شكل أداء الهيئة وفي اللائحة التنفيذية، لا أن يبنى مبنى لا يعمل فيه أحد، وتوزع جوائز الحماية الفكرية المقدمة من شركات الحاسب الآلي، ويخفض الاشتراك إلى 200 ريال فقط حين تقترب الانتخابات، بل إن التغيير الحقيقي لن يأتي من رؤساء التحرير ومن أمين الهيئة غير المتفرغ، وخذ مثالاً الزميلة نورة الحوتي عضوة مجلس الإدارة، رغم أنها انتخبت لم تنجز شيئاً وابتعدت، لأن العمل النسائي في الهيئة غير مدعوم بشكل صحيح. ** في أي الاتجاهات الإعلامية تؤشر (بوصلتك) حالياً؟ نحو مشروعي الإعلامي الذي لم يتبلور بعد، وطموحي يأخذني إلى برنامج كبير في التلفزيون السعودي أو في قناة خارج التلفزيون السعودي، فربع قرن تعدّ كافية للإعلامي ليغيّر من الأجواء التي يعمل فيها، والساحة مليئة بالقنوات الإذاعية والفضائية من داخل الوطن وخارجه، والركض الإعلامي مستمر. ** بصراحة.. ما الفرق بين مذيع يلبس (شماغ) وآخر (كرافتة)؟ المذيع (أبو شماغ) عندما لبس (كرافتة) وبدلة (قبلتوه وحبيتوه) - هكذا قالوا، لكن لبس (الكرافتة) في بعض الأحيان يختزل شخصية معينة في البُعد العربي والعالمي، ويحرر من الشخصية الوطنية حتى في طرح بعض الأسئلة التي لو سألها من لبس (الشماغ) لاعتبرت طعناً في الولاء الوطني، أما طرح السؤال نفسه في اللبس الغربي فلا أحد يطعن في ولائه، بل يقال احترافية، لكن القضية هي بالفعل احترافية والوصول إلى الحقيقة لا المزايدة على الوطنية وغيرها، والمذيع السعودي باللبس الوطني أو ب (الكرافتة والبدلة) يجب أن يكون بعيداً عن المزايدة ويدعم الذهنية السعودية والعربية الليبرالية الجديدة، التي تمثل المشروع الإصلاحي العربي الكبير، المتمثل في دعم مؤسسات المجتمع المدني، وحقوق المرأة، وحرية الإعلام، وشؤون البيئة، والمستجدات الليبرالية في العالم الكبير من حولها. ** ماذا تقول لهؤلاء: تركي الدخيل: محاور شرس يعمل على مشروعه الحواري. علي الظفيري: زميل ابتهجنا بوجوده في الصف الأول في قناة (الجزيرة).. آمل له التوفيق. حامد الغامدي: بطل برامج المسابقات بلا منازع خلال 15 سنة الماضية في التلفزيون السعودي والخليجي، وهو قارئ أخبار ملتزم. سليمان العيسى: يعدّ من جيل الرواد الذي استفدنا منه. سعود الدوسري: شاب سعودي تنقل بين عديد من القنوات وصادف النجاح ووجد هويته أخيراً، وأنا سعيد بأنه يعيش نقطة التحول. ** رتب القنوات الإخبارية الفضائية التالية حسب مهنيّتها وقربها من القارئ المحلي (الجزيرة، العربية، الإخبارية، الحرة، السعودية الأولى)؟ للخبر المحلي الأولى تأتي (العربية)؛ لأنها تملك القدرة على سرعة التواصل مع مصادر الخبر داخل المملكة و(أنسنة) الخبر، مع القدرة على صياغة برامج تناسب المرحلة وتملك جمال الشكل، بعدها تأتي قناة (الجزيرة)، ثم (الإخبارية)، ثم (الحرة)، و(السعودية الأولى) تأتي في مقدمة القنوات من حيث مصداقية الخبر لدى المواطنين. ** هل أنت متفائل؟ حتى إن شكوت فإنني أكون متفائلاً رغم كل الشكاوى من الوضع الإعلامي المحلي، لكن عندما تصح النوايا ويذهب الجميع إلى العمل الحقيقي دون نوايا سيئة، على اعتبار أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية؛ فإن مصداقيتنا بيننا هي لمصلحة الوسط الإعلامي السعودي. ** بين الإذاعة والتلفزيون السعودي.. أين وجدت نفسك؟ في كليهما.. عملت في الإذاعة لمدة خمس سنوات بذلت فيها كل ما أملك من طاقة وجهد واشتغلت على نفسي بشكل جاد، والآن أجني ما تعبت عليه من حيث الثقافة والقدرة على الارتجال وبناء مفردات لغوية، والاستفادة من زملاء يملكون خبرات كبيرة مميزة.