مذيع متهم بإثارة المشكلات، والتقليد في الصوت والأداء، يضفي على نفسه كثيراً من الأهمية التي يرى البعض أنها ليست في غير محلها، البعض يؤيده في ما يذهب إليه، وآخرون يرفضونه لاعتبارات عدة، وما بينهما يجيب المذيع في قناة «الإخبارية» خالد مدخلي على هذه الأسئلة. متى تم انضمامك للعمل الإعلامي؟ - دخولي للوسط الإعلامي كان عبر التحاقي بإذاعة الرياض عام 2001، وفوجئت بوجودي بين مجموعة من الأصوات الإذاعية القوية، في الأداء والمهنية المرتفعة، مثل عبدالمحسن الحارثي، ويحيى الصلهبي، وهو الآن كبير المذيعين، ومحمد عابس، وبعد التحاقي كلفت بتقديم برنامج يبث على الهواء مباشرة، إضافة إلى تقديم نشرات الأخبار، ولأن إذاعة الرياض كانت صارمة ومازالت في أداء واختيار مذيعيها، فقد كنت أصاب بشيء من الرهبة، لكن شجعني وقتها كبير المذيعين حسن التركي، وقدمني في برنامج يحمل اسم «استراحة الخميس» بصفتي معداً ومقدماً للبرنامج، واستمر تقديمي له حتى عام 2003 ، وهي فترة ما قبل غزو العراق، أو فترة الاستعدادات لحرب العراق. في هذه الأثناء كان يقدّم برنامجاً يومياً على القناة الأولى في التلفزيون السعودي اسمه «مع الحدث» يتناوب على تقديمه عدد من الزملاء، وكان المشرف عليه هو المدير العام للقناة الأولى الآن الدكتور محمد باريان، وطلبني لتقديم تقارير صوتية في البرنامج، بعدها فتح معي موضوع إنشاء قناة إخبارية متخصصة، ورغّبته في ضمي إلى فريق العمل وقد كان. هل كنت مهيأ لهذا الانتقال؟ - بالتأكيد، بل إنه كان طموحاً بالنسبة إلي فالأضواء في العمل التلفزيوني أكثر، والتواصل مع الجمهور أقوى. لكنك أثرت كثيراً من المشكلات في الإخبارية بخاصة أثناء إدارة محمد التونسي لها؟ - أنا أتحفظ قليلاً على كلمة «مشكلات» هذه، فقط كان هناك اختلاف في وجهات النظر، وأنا قبل انضمام محمد التونسي باعتباره المسؤول عن الإخبارية، كنت أقدم برنامج «أضواء الإخبارية» وهو أول برنامج تلفزيوني أقدمه، كان يتناول الملفات السياسية الإقليمية والدولية. ما هو سبب توقفك عن تقديم برنامج برسم الصحافة، ضمك أنت والزميلة ريما الشامخ وانسحابك منه بعد شهر من انطلاقته؟ - كما ذكرت سابقاً، كان ذلك بسبب خلاف في وجهات النظر بيني وبين مدير القناة وقتها «التونسي» وأنا لدي قناعة، تتلخص في أنه بمجرد دخول العاطفة في صنع القرار، فبالتأكيد ستتولد إشكاليات، قد تشوب العمل عموماً بشيء من عدم الوضوح، لذلك فضلت الانسحاب من البرنامج، والتقدم بفكرة برنامج آخر يحمل اسم «المجلس» خاص بمناقشة القضايا والملفات المطروحة في مجلس الشورى، وكنت أتعمد الجرأة في طرح الموضوعات التي يتناولها المجلس، مع الاستعانة بمسؤولين من الجهات المعنية بطرح الموضوع، للإجابة على ما نقوم بطرحه من ملفات. البعض يتهمك بأنك لم تكن تحمي ضيوفك، وتتعمد إحراجهم، وأنك كنت تتقمص شخصية المحقق وليس مقدم البرامج؟ - للأسف المشاهد السعودي اعتاد على نمط معين في تقديم وطرح الملفات والقضايا في الإعلام، ولأنني كنت أعتمد الشفافية، فقد قوبلت بشيء من الرفض، لكن هناك كثيرين كانوا يؤيدون طرحي، والمشاهد هو الحكم في مثل هكذا مواضيع. المشاهد كان يرى برنامجك وبه أحياناً كرسي ليس عليه أحد، ما الذي كنت تقصده من وراء مثل هذه الأمور؟ - كنت أقصد أن أشرك المشاهد في الموضوع، ومن جهة أخرى أوجه رسالة لبعض الذين يعتذرون بأن الأمر ليس خاصاً بل هو يهم الشارع السعودي عموماً. بعد عام تقريباً تم إيقافك أيضاً من برنامج «المجلس»؟ - نعم بالفعل، وكان ذلك بسبب أن كثيراً من الذين كنا نطلبهم في ذاك الوقت للبرنامج، يعتذرون عن الحضور، ولم نكن نجد الصدى المطلوب، وهو ما كان يسبب كثيراً من الإشكالات والأخطاء، وكان ذلك سبباً رئيساً لإيقافي. وهل ما زلت لا تجد الصدى المطلوب في برنامجك الجديد «العالم بعيون سعودية»؟ - بالعكس الأمور اختلفت الآن كثيراً، فمنذ ان شرفني مدير الإخبارية مجري القحطاني، واختارني لتقديم «العالم بعيون سعودية» الذي يعد نقلة كبيرة للقناة، وأنا أتعامل مع فريق عمل احترافي، وهناك تجاوب كبير من كل الضيوف الذين نطلبهم للنقاش والتحاور، وحتى الآن لا نواجه أي مشكلة تتعلق بهذا الجانب. هل تتعمد في تقديمك تقليد أصوات أو تقليد إعلاميين من قنوات أخرى؟ - أنا لا أقلد أحداً وأتمسك بأسلوبي الخاص في التقديم أو الإلقاء، وربما لأن كوني في الأساس مقدم برامج إذاعي، فإنني اهتم بالصوت كثيراً، وهو ما قد يفسره البعض على أنه تصنع أو تعمد إضافة شيء من الوقار إليه، وهو ليس حقيقياً بالتأكيد، أنا في النهاية مذيع سعودي لي طريقتي وأسلوبي الخاص في التقديم، ولا أقلد أحداً. ما الفارق بين مايكروفون الإذاعة وكاميرا الشاشة من وجهة نظرك؟ - بالنسبة لي أميل لمايكرفون الإذاعة أكثر، لكنه عمل متعب ومرهق، وبيئة العمل الموجودة صعبة، الإذاعة جوها مناسب الآن، والعمل الإذاعي مريح، وليست هناك رهبة مثل رهبة التلفزيون. ما اكثر العقبات التي تواجهك كمذيع تلفزيوني؟ - أكثر مشكلة تواجه المذيع بشكل عام، وليست خاصة بي أنا هي أننا نعامل كموظفين على الدرجة السادسة، وهي مرتبة متدنية مادياً، ولا تتناسب وطبيعة عمل المذيع، الملتزم بالظهور بمظهر معين، والمطلوب منه دائماً أن يكون محل قدوة لغيره، بخاصة إذا ما كان يمثل إعلاماً رسمياً كبيراً ورصيناً مثل الإعلام السعودي، إضافة إلى غياب التدريب، وندرة الكوادر الاحترافية في المجالات الفنية مثل التصوير والإخراج، وغيرهما، وهي جميعها أمور تسهم بشكل كبير إن أحسن تأهيلها في تقديم صورة جيدة لما عليه الإعلامي السعودي.