ضافت الحكومة البريطانية لقباً جديداً إليها , الخميس 13 مايو 2010 , لتكون ليست فقط (أول) حكومة ائتلافية منذ ما يقرب من 70 عاماً، ويرأسها (أصغر) رئيس وزراء منذ نحو قرنين، بل أصبحت أيضاً تضم (أول) وزيرة مسلمة في تاريخ بريطانيا. وذكرت شبكة CNN أن اختيار البارونة سعيدة وارسي، التي لم تتجاوز الأربعين من عمرها، لتشغل منصباً وزارياً في الحكومة التي يقودها زعيم حزب المحافظين، ديفيد كاميرون، جاء بمثابة مفاجأة للبريطانيين، إلا أنه لم تتحدد بعد طبيعة المهام التي ستتولاها الوزيرة المسلمة، حسبما أكد متحدث باسم الحكومة مساء الخميس. وتُعد سعيدة وارسي، وهي من أصل باكستاني، واحدة من الشخصيات القيادية الرفيعة في حزب المحافظين، الذي تمكن من تشكيل الحكومة الائتلافية بعد تحالفه مع حزب "الأحرار الديمقراطيين"، بزعامة نيك كليغ، الذي تم تعيينه نائباً لرئيس الوزراء. ولعبت وارسي دوراً رئيسياً في إطلاق سراح المعلمة البريطانية جيليان غيبونز، التي اعتقلتها السلطات السودانية عام 2007، وقدمتها للمحاكمة على خلفية اتهامات بالإساءة إلى الدين الإسلامي، بعدما سمحت لطلبتها في إحدى المدارس بتسمية دمية على شكل دب باسم محمد. وبعد تسميته من قبل ملكة بريطانيا، الملكة إليزابيث الثانية، رئيساً للحكومة البريطانية الثلاثاء، بدأ زعيم حزب المحافظين، الذي يعد أصغر رئيس وزراء بريطاني منذ قرنين، أول يوم له في "داونينيغ ستريت"، بتعيين وزراء حكومته الائتلافية مع حزب الديمقراطيين الأحرار. وفي مؤتمر صحفي عقده في حديقة مقر الحكومة مساء الأربعاء، قال كاميرون، بينما كان إلى جواره نيك كليغ، إن الائتلاف الحكومي الجديد هو "حكومة لخمس سنوات"، مؤكداً أنه لن تكون هناك انتخابات جديدة قريباً. وتأكدت أسماء عدد من الوزراء من خلال الوزارات التي سيتولون شؤونها، فقد جاء ويليام هيغ وزيراً للخارجية، وجورج أوزبورن وزيراً للمالية، ووليام فوكس وزيراً للدفاع، وهم أعضاء في حزب المحافظين. كما تم تعيين تيريزا ماي وزيرة للداخلية، وكينيث كلارك وزيراً للعدل، وأندرو لانسلي وزيراً للصحة، ومايكل غوف وزيراً للتعليم، والذي عبر لCNN عن سعادته لتشكيل الحكومة الجديدة. أما من حزب الديمقراطيين الأحرار، فإلى جانب كليغ في منصب نائب رئيس الوزراء، فقد تم تعيين 4 وزراء وفقاً لما أكد مكتب رئاسة الوزراء والحزب. يُشار إلى أن ديفيد كاميرون هو أول زعيم للمحافظين يتولى رئاسة الحكومة منذ 13 عاماً، أما حزب الديمقراطيين الأحرار فهذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها حكومة ائتلافية ببريطانيا منذ عام 1945.