لندن - أ ف ب، رويترز - عقد رئيس الوزراء البريطاني الجديد ديفيد كاميرون امس، اول اجتماع لحكومته الائتلافية التي تصدّر اولوياتها إنقاذ الاقتصاد الهش. وشكك محللون بنجاح الائتلاف الحكومي التاريخي بين حزب المحافظين بزعامة كاميرون و «الديموقراطيين الأحرار» بزعامة نيك كليغ متوقعين ألا يستمر طويلاً، في حين سيكون أول اختبار لهذه الشراكة هو تقليل العجز القياسي في موازنة بريطانيا والذي يزيد على 11 في المئة من الناتج القومي. واجتمع نائب رئيس الوزراء الجديد كليغ وأربعة من وزراء حزبه مع زملائهم الجدد من «المحافظين» في مقر رئاسة الحكومة في «10 داوننغ ستريت» في اول اختبار لإمكانية نجاح وعدهم بتطبيق «سياسة جديدة» في بريطانيا. وتتركز اولوية الحكومة الجديدة التي تعد اول حكومة ائتلاف في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، على معالجة العجز القياسي في الموازنة وإنعاش الاقتصاد من الركود العميق الذي يعاني منه، اضافة الى تحدي وضع موازنة جديدة للبلاد خلال 50 يوماً. وقال كاميرون في مؤتمر صحافي وإلى جانبه كليغ: «نعلن عن سياسة جديدة نركز فيها على مصلحة البلاد وليس على مصلحة الحزب». واعتبر كاميرون (43 سنة) ان هذه السياسة «يمكن ان تشكل تغييراً تاريخياً وجذرياً في زعامتنا السياسية». وأسندت عدد من الحقائب الوزارية المهمة الى «المحافظين» ومن بينها حقيبة المال التي حصل عليها جورج اوزبورن، وحقيبة الخارجية لوليام هيغ والدفاع التي شغلها ليام فوكس. اما حزب الديموقراطيين الأحرار فحصل على خمسة مناصب من بينها منصب نائب رئيس الوزراء الذي اسند الى كليغ ووزير شؤون الأعمال فينس كيبل فيما حصل كريس هيون على حقيبة الطاقة والتغير المناخي، ويتوقع ان يحصل عدد آخر على مناصب وكلاء وزارات. ويتعين على الحزبين التكيف مع العمل معاً بعد سنوات من الخلافات وبعد خوض معركة شرسة في الحملة لانتخابات السادس من ايار (مايو) الجاري التي اسفرت عن برلمان معلق لأول مرة منذ عام 1974. وحصل حزب كاميرون على اكبر عدد من المقاعد الا انه لم يحصل على الغالبية التي تؤهله تشكيل حكومة، مما دفعه الى التحالف مع حزب الديموقراطيين الأحرار. وطلبت الملكة اليزابيث الثانية من كاميرون تشكيل حكومة في وقت متأخر الثلثاء بعد استقالة رئيس الوزراء «العمالي» غوردون براون. وعلى الأثر، انتعشت بورصة لندن كما انتعش الجنيه الإسترليني بعد ايام من التوتر، كما افتتح مؤشر «فوتسي» لأسهم 100 شركة على ارتفاع طفيف امس. وأكد وزير الخارجية الجديد وليام هيغ على قوة الائتلاف الذي يعطي الحكومة الجديد عدداً كافياً من المقاعد في البرلمان يمكنها من تمرير مشاريعها من القوانين. البارونة وارسي على صعيد آخر، عيّن رئيس الوزراء البريطاني مسلمة رئيسة لحزب المحافظين، هي البارونة سعيدة وارسي التي عينت ايضاًَ وزيرة بلا حقيبة في الحكومة الائتلافية، لتكون بذلك أول مسلمة تشغل منصباً وزارياً في تاريخ بريطانيا. وستحل البارونة سعيدوة وارسي، البالغة من العمر 39 سنة وهي من أصول باكستانية، محل إريك بيكلز كرئيسة للحزب المحافظين بعدما عيّنه كاميرون وزيراً للجاليات. وشغلت البارونة وارسي وهي في الأصل محامية، مناصب عدة في حكومة الظل لحزب المحافظين من بينها وزيرة الدولة لشؤون تماسك المجتمع، ونائب لرئيس حزب المحافظين ( 2005 الى 2007). وفي وقت رحبت الصحف بالائتلاف بين كاميرون وكليغ، الا انها حذرت من ان عليهما اتخاذ قرارات صعبة يمكن ان تعرض شراكتهما للخطر. وكتبت صحيفة «فاينانشال تايمز» ان «الانجذاب بين كاميرون وكليغ قد يتضاءل عندما تجد الحكومة نفسها مضطرة لاتخاذ خيارات صعبة لا تلقى شعبية». وفيما باشرت الحكومة الجديدة عملها، بدأ حزب العمال الذي اصبح في صفوف المعارضة لأول مرة منذ عام 1997، البحث عن زعيم جديد له. وأعلن وزير الخارجية السابق ديفيد مليباند ترشيحه للمنصب، وبدأ حملة في البلاد امس، ويتوقع ان ينضم اليه آخرون لاحقاً.