حازت المواقع العلمية والإسلامية على نسبة صفر %، بالنسبة لاهتمامات السعوديين، والمواقع الإخبارية والصحفية على نسبة (4%) فقط، فيما استحوذت مواقع الخدمات على نسبة 36%، وذلك في دراسة شملت أول 50 موقعاً يتصفحها السعوديون على الإنترنت. وأشرف على الدراسة التي أجراها مؤخرا مركز (أبواب) للإعلام الدكتور مالك الأحمد. واعتبر الباحث رأفت صلاح حصول المواقع الإسلامية على نسبة صفر% أنها "نسبة متدنية للغاية في مجتمع نسبة المسلمين فيه 100% تقريبا". واشار إلى أنه "من خلال 50 موقعا يتصفحها السعوديون لا يوجد فيه موقع إسلامي واحد"، وعد الأمر "مخيفا للغاية لا سيما أن أول موقع إسلامي يتابعه السعوديون يأتي في الترتيب ال143 وهو موقع (طريق الإسلام)". واوضح صلاح أن "هذا يدل على حال واهتمامات المتصفحين السعوديين، وهو أمر جدير بالتأمل حيث تمثل السعودية في نفوس العرب والمسلمين وصفا مقدسا، مستمدا من الأرض المقدسة والمستوى الديني الرائد للمملكة". وحازت المواقع الإخبارية والصحفية على نسبة (4%) فقط، ويقول الباحث معلقا على هذه النسبة: "تعد نسبة ضئيلة جدا، إذا وضعنا في اعتبارنا أن 96% من المتصفحين السعوديين لا يكترثون بما يحدث حولهم". وجاءت مواقع الخدمات في الصدارة حيث بلغت نسبة تصفحها (36 %) وهي نسبة مرتفعة جداً، ويشير صلاح إلى أن النسبة "تبين ثقافة الجمهور فهذه المواقع لا تمثل أبدا أي قيمة ثقافية". وتتحدث الدراسة في تحليلها: "أن نسبة كبيرة من المتصفحين لهذه المواقع متشبعين بثقافة الاستهلاك لا التأثير والمبادرة". واستحوذت مواقع الترفيه والدردشة على نسبة (26%) كأعلى نسبة في جميع العينات التي تم اختيارها، وهي بجانب أنها مواقع استهلاكية لا تعبر عن المستوى الفكري أو الثقافي أو العلمي أو الديني، أيضا تنبئ عن قضية خطيرة وهي الحرص الشديد على استنزاف الوقت. أما عن ثقافة الاستهلاك فالمواقع التجارية والإعلانية تمثل نسبة (8%) وهي نسبة تظهر الحس الاستهلاكي لدى المتصفح السعودي.
وحصلت مواقع الأفلام والأغاني على نسبة قاربت (6%) وهي نسبة مرتفعة عند إضافتها لأخواتها من المواقع الاستهلاكية وإن كانت ذات مضمون مختلف. أما مواقع الألعاب فأخذت نسبة مرتفعة أيضا (6%) بينما المدونات أتت بنسبة (4%)، ويظهر أن غالب المدونات تأخذ الطابع الشخصي ولا تدل على ارتفاع الحس الثقافي. والغريب أن المواقع العلمية لم يكن لها أي تواجد أبدا في جدول الترتيب لأكثر خمسين موقعا للتصفح وهي نسبة عامة في جميع الدول محل الدراسة في المواقع العربية بصفة عامة، وهي تنبئ بمستوى متدنٍ للمتصفحين العرب، الذين تمثل المواقع الاستهلاكية لهم نسبة ضخمة جدا. وكما معروف فإن نسبة (صفر %) بالنسبة للمواقع الإباحية لا تعطي نسبة حقيقية حيث يوجد الحجب وهو منع إجباري للتصفح الحقيقي، بينما يستخدم بعض المتصفحين برامج معينة لتجاوز الحجب.