أكد مسؤول رفيع بوزارة الخارجية في كازاخستان أن طائرة تقل على متنها الرئيس القرغيزي المخلوع كرمان بيك باقييف، هبطت في مدينة (تاراز) الكازاخية، في خطوة تهدف إلى تجنيب الجمهورية السوفيتية السابقة اندلاع (حرب أهلية) , بحسب ما أوردت , الخميس 15 أبريل 2010 , شبكة (CNN) الاخبارية الأمريكية. وقال وزير الخارجية الكازاخي، كانات سوداباييف، في بيان رسمي، إنه تم التوصل إلى اتفاق مع الحكومة "المؤقتة" التي شكلتها المعارضة في قرغيزيا، على مغادرة باقييف، الذي كان قد أعلن في وقت سابق استعداده لتقديم استقالته، في حالة توفير ممر آمن له لمغادرته وأسرته البلاد. ويأتى التوصل إلى هذا الاتفاق بعد مباحثات مضنية، شارك فيها كل من الرئيس الكازاخي نور سلطان نذارباييف، والأمريكي باراك أوباما، والروسي ميدفيدف، وعدد من المنظمات الدولية، منها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي. وقال سوداباييف، الذي يترأس الدورة الحالية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تضم في عضويتها 56 دولة من أوروبا ووسط آسيا وأمريكا الشمالية، في البيان الصادر عن وزارة الخارجية القرغيزية: "لقد غادر السيد باقييف قرغيزيا بالفعل." وأضاف: "هذا التطور يشكل خطوة مهمة لإعادة الاستقرار إلى الوضع الداخلي في البلاد، وفق ما يفرضه الإطار القانوني، وتجنيب قرغيزيا مخاطر اندلاع حرب أهلية"، في إشارة إلى تجدد المواجهات بين أنصار المعارضة، التي انتزعت السلطة، وأنصار الرئيس المخلوع. إلى ذلك، أفادت وكالة (نوفوستي) الروسية للأنباء، بأن اتصالاً هاتفياً جرى , مساء الأربعاء 14 أبريل 2010 , بين رئيس الوزراء فلاديمير بوتين والرئيس القرغيزي المخلوع باقييف، جاء بمبادرة من الأخير، كما أشارت إلى أن بوتين التقى أيضاً مسؤولاً كبيراً في الحكومة "المؤقتة"، التي شكلتها المعارضة في قرغيزيا، الذي يتواجد في موسكو حالياً. وكان باقييف قد أعلن استعداده للاستقالة من رئاسة قرغيزيا مقابل ضمان أمنه وأمن أسرته، وفقاً لما نقلته (أنترفاكس) الروسية عن مصادر في الحكومة القرغيزية المؤقتة، في حين أعلنت الأخيرة أنها ليست لديها النية للتفاوض مع من وصفته ب (الديكتاتور الدموي). وقد جاء هذا التطور بعد أن أصدرت الحكومة المؤقتة، برئاسة وزيرة الخارجية السابقة، روزا أوتونبايفا، مرسوماً يحرم الرئيس باقييف من الحصانة الرئاسية، مما يمنح السلطات حق إصدار مذكرة اعتقال بحقه. في المقابل، حذر باقييف من أن أي محاولة للقبض عليه أو قتله، سوف تسفر عن مزيد من إراقة الدماء، وسط تقارير أفادت بقيام جماعات مجهولة الهوية بتوزيع أسلحة على أنصاره في جنوب البلاد.