عرضت رئيسة الحكومة القرغيزية الموقتة، روزا اوتونباييفا أمس الجمعة، رسالة قالت إنها أرسلت بالفاكس من رئيس البلاد المخلوع كرمان بك باقييف، الذي غادر أمس إلى كازاخستان، يعلن فيها استقالته، لكن باقييف لم يعلن رسمياً حتى الآن استقالته، في حين اعتبر أخوه أحمد باقييف هذه الوثيقة بالمزورة. وذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية أنه جاء في الرسالة التي عرضتها اوتونباييفا أمام الصحافيين قائلة إنها أرسلت من كازاخستان، "إقراراً بمسؤوليتي أمام الشعب القرغيزي، وبهدف صون وحدة البلاد، ووفقاً للدستور، أقدم استقالتي". لكن الوكالة لفتت إلى أن باقييف لم يعلن حتى الآن استقالته، في حين اعتبر أخوه أحمد الموجود حالياً في مكان سكن عائلة باقييف في جنوب البلاد، معقل الرئيس المخلوع، الوثيقة مزورة قائلاً "إن مسألة استقالته لم تطرح بعد". إلى ذلك، أفادت "نوفوستي" أن قوات الأمن القرغيزية سدّت أمس،كافة منافذ قرية تييت مسقط رأس باقييف في ضواحي جلال أباد، التي كانت خلال الأيام الخمسة الأخيرة ملجأ له. ونقلت عن أنصار باقييف الذين يتواجدون في بيته، إن قوات الأمن حضرت من أجل منع اعتداء المستاءين من الرئيس عليهم. وذكرت ان من بين المتواجدين في القرية شقيقي الرئيس المخلوع. وأشارت إلى أن أقارب وأنصار باقييف بدأوا بإلقاء السلاح تنفيذاً لتعليماته بعد مفاوضات مع ممثلي الحكومة القرغيزية المؤقتة. ولفتت إلى ان تلك المفاوضات جرت في "تييت". ونقلت عن مسؤول لم تحدده أن مصادرة الأسلحة تتم بهدف "تجنب إراقة الدماء". وقد غادر باقييف أمس الأول الخميس جنوب بلاد على متن طائرة عسكرية إلى كازاخستان لإجراء محادثات بشأن الأزمة القائمة في قيرغيزستان مع الرئيس الكازاخي نور سلطان نازارباييف. يذكر أن قيرغيزستان شهدت تظاهرات عنيفة الأسبوع الماضي أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وأوصلت المعارضة إلى تشكيل حكومة موقتة فيما فرّ الرئيس كرمان بك باقييف إلى مسقط رأسه في جنوب البلاد. من جهة أخرى دعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس الجمعة القادة الجدد في قرغيزستان الذي وصلوا الى السلطة اثر انتفاضة شعبية اطاحت بالرئيس كرمان بك باقييف، الى تجنب "اخطاء" المسؤولين السابقين. وقال مدفيديف للصحافيين خلال زيارة الى البرازيل "اود كثيرا ان تقوم السلطات الجديدة بتجنب هذه الاخطاء"، في اشارة الى المحسوبية و"تفتيت المؤسسات" في قرغيزستان، الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى. واكد مدفيديف مجددا ان روسيا ستقدم مساعدة انسانية الى قرغيزستان محذرا في الوقت نفسه من ان هذه المساعدة ستخصص لمشاريع كبرى في هذا البلد شرط ان "يكون القادة الجدد قادرين" على تنفيذها. واعلنت روسيا الاربعاء انها ستمنح قرغيزستان، التي تواجه خطر الافلاس، هبة بقيمة عشرين مليون دولار وقرضا بشروط تفضيلية بقيمة ثلاثين مليون دولار. إلى ذلك أعلنت الحكومة الانتقالية في قرغيزستان أمس أنها ستمدد لمدة سنة الاتفاق حول القاعدة الجوية الاميركية في ماناس والتي تعتبر حيوية للعمليات العسكرية الاميركية في افغانستان. وقال نائب رئيسة الحكومة الانتقالية عمر تيكيباييف إن "الحكومة الانتقالية قررت أن تمدد تلقائيا لمدة عام الاتفاق مع الولاياتالمتحدة حول وجود مركز النقل بالعبور هذا في ماناس". وكانت رئيسة الحكومة الانتقالية روزا اوتونباييفا اكدت في 9 ابريل بقاء هذه القاعدة الاميركية في قرغيزستان.