أعلنت رئيسة الحكومة القرغيزية المؤقتة التي شكلتها المعارضة، روزا أوتونبايفا، اليوم الجمعة، أن حكومتها لن تسمح بنشوب حرب أهلية في البلاد. ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن أوتونبايفا أن الحكومة المؤقتة لن تسمح باندلاع حرب أهلية بقيرغيزستان، وهي تبذل ما بوسعها في الوقت الحالي من أجل ذلك، لأنها تملك جميع الموارد والوسائل والإمكانيات للحيلولة دون نشوب حرب أهلية في البلد. وقالت إن "جميع محاولات (الرئيس القرغيزي كورمان بك) باقييف الرامية إلى العودة والاستيلاء على السلطة عبارة عن أحلام وردية، مشيرة إلى أن حاكمين من حكام الولاياتالجنوبية هما من أنصار الحكومة المؤقتة، وحتى حاكم "جلال آباد" مسقط رأس باقييف يؤيد الحكومة المؤقتة ". واتهمت الحكومة القرغيزية الجديدة أتباع الرئيس باقييف بأعمال السلب والنهب والتخريب أثناء الاضطرابات التي شهدتها البلاد في الأيام القليلة الماضية. وعلق رئيس دائرة الأمن القرغيزية كينشبيك دوشيبايف على الوضع السائد في العاصمة القرغيزية في الوقت الحاضر بقوله إنه تمت إعادة النظام للمدينة، مؤكداً أن عمليات السلب والنهب انتهت تماماً. وكان نائب رئيسة الحكومة المؤقتة التي شكلتها المعارضة في قرغيزستان الماز بك اتامبايف،توجه اليوم ، إلى روسيا على رأس وفد لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس، بعد اشتباكات ليلية في العاصمة القرغيزية بشكيك خلفت 67 جريحاً. ونقلت "نوفوستي" عن المكتب الصحافي للحكومة القرغيزية المؤقتة أن اتامبايف غادر إلى روسيا صباح اليوم بالتوقيت المحلي للبلاد متوجهاً إلى موسكو، مضيفاً أن "شكل اللقاءات لم يعرف بعد". وذكرت الوكالة أن لا معلومات رسمية بعد عن المسؤولين الذين سيلتقيهم اتامبايف بموسكو. وكانت الحكومة القرغيزية المؤقتة أعلنت أمس انها سترسل ممثلاً عنها إلى روسيا في أقرب وقت لإجراء مفاوضات، وأبلغ رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين رئيستها في اتصال هاتفي استعداد بلاده لتقديم مساعدات انسانية لقيرغيزستان. إلى ذلك، نقلت الوكالة عن وزارة الصحة القرغيزية أن 67 شخصاً أصيبوا بجراح الليلة الماضية خلال مواجهات بين الشرطة ومشاغبين هاجموا المحلات التجارية في بشكيك، وأدخل 49 منهم المستشفيات كما قالت وزارة الصحة القرغيزية. وأسفرت المواجهات التي بدأت باحتجاجات المعارضة، عن مصرع 75 شخصاً، وإصابة ما يقارب 1.5 ألف شخص. وذكرت "نوفوستي" أن الوضع في العاصمة القرغيزية صباح اليوم هادئ، واستأنفت وسائط النقل العام عملها، وفتحت المحلات التجارية أبوابها. وكانت أوتونباييفا أعلنت أمس عن حلّ البرلمان والسيطرة على السلطة وذلك بعد مواجهات دامية سقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى ،فيما أعلنت وزارتا الدفاع والداخلية في الحكومة المؤقتة أن القوات المسلحة والشرطة انضمت إليها. وشهدت قرغيزستان في الأيام الثلاثة الأخيرة تظاهرات عنيفة انطلقت في مدينة تلاس، بشمال غرب البلاد وانتشرت إلى بقية أرجاء البلاد بما فيها بشكيك، مما اضطر الرئيس باقييف إلى مغادرة العاصمة إلى مدينة جلال آباد مسقط رأسه في جنوب البلاد.