روما – أ ف ب - أبدى البابا بنديكتوس السادس عشر في رسالة وجهها إلى كاثوليك إرلندا أمس مشاعر»العار والندم» للاعتداءات الجنسية التي تعرض لها أطفال، مؤكداً ارتكاب أساقفة إرلنديين «أخطاء جسيمة» ودعا إلى محاكمة مرتكبي الاعتداءات. وأضاف البابا متوجهاً إلى الضحايا وعائلاتهم: «أعلم انه لا يمكن لأي شيء أن يصلح الظلم الذي تعرضتم له. لا يسعني سوى أن أشارككم مشاعر الحيرة والتعرض لخيانة الثقة وانتهاك الكرامة التي يشعر بها عدد منكم». وزاد: «إضافة إلى الضرر البالغ الذي لحق بالضحايا، فقد لحق ضرر عظيم بالكنيسة وبصورة الرهبنة والحياة الدينية لدى العامة». ومنذ ظهور فضائح الاعتداءات الجنسية في إرلندا إلى العلن، تكشف مزيد منها في ألمانيا والنمسا وهولندا وسويسرا. وأعلن البابا إرسال بعثة إلى الأبرشية الإرلندية التي تعرضت لفضائح اعتداءات جنسية لمساعدة «الكنيسة المحلية في عملية التجديد». وأعرب عن استعداده للقاء ضحايا الاعتداءات مجدداً. وستشتمل البعثة التي ستراجع عمل الأبرشية، على ندوات وتجمعات دينية تحت إشراف الفاتيكان والأسقفية الإرلندية. وأمل رئيس الكنيسة الكاثوليكية في إرلندا الكاردينال شون برادي في أن تؤدي رسالة البابا إلى «وقت عظيم لولادة من جديد»، علماً أنها لم تتطرق إلى الاستقالات التي تقدّم بها ثلاثة من الأساقفة الإرلنديين. في حين أوضح الناطق باسم الفاتيكان فيديركو لومباردي أن الرسالة «ليست وثيقة حول الإجراءات القضائية أو الإدارية». واعتبرت منظمة «اون ان فور» المدافعة عن حقوق الضحايا، أن رسالة البابا «أخفقت» في معالجة المسائل التي تثير قلق الضحايا. وأسفت لعدم تقديم «الحبر الأعظم» اعتذاراً للطريقة التي تم فيها تجاهل الضحايا عندما حاولوا التقدّم بشكوى لسلطات الكنيسة. واعتبرت منظمة «سيرفايفرز اول تشايلد ابيوس» (الناجون من الاعتداءات على الأطفال) أن الرسالة تفتقر إلى «الجوهر». وسأل جون كيلي، أحد أعضائها الذي تعرّض لاعتداء جنسي عندما كان صبياً: «هل سيحصل الضحايا على العدالة كنتيجة لما قاله البابا». وفي ألمانيا، قال الأسقف روبرت زوليتش في بيان أن رسالة البابا هي كذلك تحذير للكنيسة الألمانية التي عانت من أزمة أخيراً بعد أن كشف مئات عن تعرضهم لاعتداءات جنسية من الكهنة عندما كانوا صغاراً في الفترة من خمسينات إلى ثمانينات القرن الماضي.